**

طال الزمان أم قصر ستنتهي جائحة «كورونا» بإذن الله تعالى، هكذا التجربة مع الأوبئة الفتاكة التي اجتاحت العالم، والتي لا تتجاوز مدتها بضع سنوات، مع تفاوت الإمكانات الطبية الوقائية والعلاجية.

لكن تعالوا إلى مصائبنا التي صنعناها بإرادتنا وبتعمد، ونملك قرار محاربتها والقضاء عليها، لكننا لا نفعل!

على رأس هذه المصائب الفساد المالي والإداري، الذي لايزال ينخر في الخطط التنموية المتتالية، ويسرق قوت أجيالنا القادمة، حتى بدأنا نسمع بقلق عن الميزانية مع التهديد المبطن للرواتب في القطاعين العام والخاص، والتهديد الصريح باللجوء إلى تسييل الأصول الاستثمارية، مع استمرار تكشف فضائح فساد السرقات المليونية، وارتقت الآن إلى المليارية!

وهي مشكلة مرت عليها عقود من السنوات لم تجد معها نفعا كل الوسائل الرقابية المصممة رسميا، وبحّت أصوات الشرفاء من المواطنين والقوى الوطنية، وطرحت عشرات الدراسات والتقارير والبيانات الجادة التي تحذر من هذا الفساد المستشري وتضع الحلول المعقولة، لكن عمك أصمخ!

مازلنا نعتمد على النفط الذي يكاد الآن يلفظ أنفاسه، ومازالت المرافق تتهاوى مع «عفسة» التركيبة السكانية، وتعسف التعامل مع البدون، والخدمات تتردى مع الغش التجاري والأكاديمي.

تباشير الانتهاء من جائحة كورونا قريبة إن شاء الله تعالى، لكن متى نبشر أنفسنا بالقرار السياسي الجاد الحقيقي بشن حرب لا هوادة فيها ضد هذا الفساد المزمن؟!

a.alsalleh@yahoo.com

الأنباء