آراء ومقالات المزيد

حدث | مستقبل الصراع الأميركي - الإيراني بعد أزمة سليماني - بقلم : عادل المطيري

17/01/2020 12:57 ص
حدث | مستقبل الصراع الأميركي - الإيراني بعد أزمة سليماني - بقلم : عادل المطيري
**

مازالت المقاربة الواقعية في العلاقات الدولية تثبت نجاحها ومصداقية فرضياتها، ففي حالة الأزمة الأميركية ـ الإيرانية الأخيرة، يعلم الجميع ان الصراع بينهم هو على المصالح وليس تنافسا على الفضيلة، وهي إحدى الفرضيات الواقعية، وكذلك احترام القوة العسكرية والقدرات التدميرية المتبادلة هي من أهم منطلقات الواقعية، وفي الحالة الأميركية ـ الإيرانية، تملك الولايات المتحدة القدرة على سحق نصف العالم مع إيران، وبالطبع تملك الأخيرة مع الأسف القدرة على تحطيم المعبد «الإقليم» ومن فيه، ومع ذلك وبعد أزمة اغتيال سليماني، اختارت إيران الرد المباشر والمحدود والمدروس بعناية، فإذا كان القائد الإيراني سليماني يحمل رمزية معينة عند الإيرانيين فإن القواعد الأميركية لها رمزيتها ومكانتها، ولذلك تم استهدافها، ولو كان الرد الإيراني كبيرا وغير مدروس ضد الولايات المتحدة ربما سيسقط ترامب بالانتخابات القادمة، وسيتأثر الوجود الأميركي بالمنطقة، ولكن العواقب كانت ستكون مدمرة على إيران.

ومن جهتها، سمحت الولايات المتحدة بضرب قواعدها علنا أمام العالم أجمع ولم ترد عسكريا لعلمها ان الانجراف الى حرب كبيرة دون تهديد جدي وكبير لمصالح أميركا، لن يسمح به الشعب الأميركي وممثلوه في الكونغرس، خاصة بعد تجربة عقدين من الحروب المكلفة في منطقة الشرق الأوسط، وهذا بالضبط ما تقوله الفرضية الثالثة والمهمة في المقاربة الواقعية هي «ان منطلق سلوك الدول مبني على أساس عقلاني».

يبدو ان الطرفين إيران والولايات المتحدة أبقيتا التصعيد العسكري في حدوده المقبولة من الجميع، وكان العراق هو مكان تبادل الضربات الجوية، وسيبقى الساحة الرئيسية لصراع النفوذ بين الاثنين حتى إخراج أحدهما.

ختاما ـ المعركة الحاسمة في الصراع الأميركي ـ الإيراني هي العراق من الذي سيسيطر عليه ويخرج الآخر؟

ان الخطر الذي يتهدد الأميركيين ليس قوات الحشد بل البيئة الحاضنة للأميركيين في العراق، يعلم الجميع ان البيئة الحاضنة للقوات الأميركية في العراق قطعا كانت البيئة الشيعية وليست السنية، فالأخيرة قد ذاقت الأمرين من القوات الأميركية وحلفائهم في بداية الغزو الأميركي للعراق وأثناء الحملة الدولية ضد داعش، هذه البيئة الشيعية بالرغم من انها منقسمة على بعضها بين مؤيد للإيرانيين ورافض لهم، لكنهم حتما يتفقون على استقلالية العراق عن محاور الصراع، إذن لا أحد يرغب بالأميركان إلا الأكراد وهم في نهاية الأمر يتبعون للحكومة العراقية المركزية.

الخلاصة: أي حل يتوصل إليه الأميركان والإيرانيون لخلافاتهم الرئيسية كالنووي الإيراني، فإنه سيكرس الاستقرار بالمنطقة وسينتج عنه تقاسم النفوذ داخل العراق، أما إذا لم يتفقوا فلا استقرار بالمنطقة وسيكون العراق أرض المعركة للأسف.

الأنباء

التعليقات

ادارة الموقع غير مسئولة عن تعليقات المشاركين واى اساءة يتحملها صاحب التعليق وليست ادارة الموقع

آراء ومقالات المزيد
كاريكاتير المزيد