آراء ومقالات المزيد

حدث | مطلوب الهدوء! - بقلم : يوسف عبدالرحمن

13/11/2018 12:35 ص
حدث | مطلوب الهدوء! - بقلم : يوسف عبدالرحمن
**

y.abdul@alanba.com.kw

ما أحوج الكويت حكومة وشعبا إلى الهدوء!

وتقولون لي: لماذا الهدوء في هذه المرحلة بالذات؟

نعم.. وبكل ثقة وهدوء أقول لكم: «نحن» أحوج ما نكون إلى الهدوء خاصة بعد هذا الضجيج الذي صاحب الكارثة المائية وما خلفته من أضرار!

الهدوء يا شعبي لا يعني عدم القدرة على الحديث أو الضعف أو الوهن بل العكس، فهو يدل على أننا «شعب حضاري» عاش «مشكلته»، ونظرا لحجم «المشكلة» هو الآن صامت ويفكر في هدوء.. هذه عدت وطافت وانتهت أم هناك الأسوأ الذي لم نشهده من قبل؟

إن الإنسان العاقل إذا أصابته مصيبة يجلس طويلا يتفكر فيها وفي أسبابها ونتائجها ثم يركز في كيفية عدم تكرارها!

أقولها بكل صراحة: هناك أخطاء كثيرة كشفتها هذه الأزمة علينا أن نفكر في حلول دائمة لا تعاطف وقتيا!

يجب أن يكون هناك حساب عسير لكل المسؤولين والشركات التي أخلت بالمسؤولية واتضح حجم جرمها في هذه «الأزمة الماطرة» التي كشفت المستور!

يكفينا «ضجيجا ولوية»، الهدوء الآن مطلوب لأنه الأسلوب الراقي لمعالجة ما نمر به!

لقد نفسنا بأشكال مختلفة وتصريحات نارية لكنني أجزم بأن المشكلة «على طمام المرحوم»؟

أرجو من الحكومة ومجلس الأمة والشعب جماعات وأفرادا الهدوء بعيدا عن فورة الأعصاب، لنتنفس قليلا ونفكر في صمت وهدوء في تقديم «حلول» دائمة، فلقد دمرتنا أمراض «الواسطة - المحسوبية - الرشوة - عدم المتابعة - عدم المحاسبة»!

اختاروا «مكانا يصلح» لوضع استراتيجية بعيدة المدى تضمن لنا أن مشاريعنا بأيد «أمينة» وتخاف الله!

نبي «فانوس سحري» نفركه بهدوء ونطلب منه أن يجعل كل مشاريعنا بأيدي أُناس يخافون الله أولا ثم يعملون بضمائرهم!

كرهنا رؤية الجمال (البعارين) محملة «بخمالنا» أي تقصيرنا!

أيها الشعب الكويتي ما أحوجنا إلى:

- كيف نتعلم الهدوء؟

- شلون أتعامل مع ضغوط الحياة وأكلم الناس؟

- نحو تغيير مرتقب لعقليتنا للتعامل مع الأحداث.

- ما المخرج لنا من هذه الأزمات؟

- كيف يتأكد المواطن من «صدق خبر» الميديا؟!

ومضة: بعيدا عن الهياج والاضطراب والإثارة وكثرة (القال والقيل) علينا جميعا بعد أن «راحت السكرة ويات الفكرة» خلونا نفكر عدل وصح في علاج كثير من قضايانا بعيدا عن التهديدات وأسلوب الاتهام المباشر والغلو الزائد عن «الحد» وكأن الكويت «خاربة»!

آخر الكلام: قالوا: الصمت متعة في زمن الثرثرة!

عندما نتجرد كشعب ونصمت إنما هذا يعني «رقيّنا» وليس بالضرورة سذاجتنا!

هؤلاء الذين تكلموا ومازالوا يتكلمون أليسوا بحاجة الآن إلى الصمت والهدوء؟!

زبدة الحچي: في طفولتنا احتجنا (سنتين) كي نتكلم ولكننا الآن نحتاج إلى من يضع «لاصقا» على «شفايفنا» كي نصمت!

ما أطلبه صعب الحصول عليه وسط شعب يحب الهذرة والعواطف بعيدا عن اتخاذ المواقف!

آه.. ما أجمل الهدوء وسط الصخب!

ورحم الله الفنان طلال مداح.. قلتها حيا وأنت الآن ميت: ما أحوجنا إلى زمن الصمت!

الأنباء

التعليقات

ادارة الموقع غير مسئولة عن تعليقات المشاركين واى اساءة يتحملها صاحب التعليق وليست ادارة الموقع

آراء ومقالات المزيد
كاريكاتير المزيد