آراء ومقالات المزيد

حدث | هرمون التقلب والتخبط - بقلم : فاطمة المزيعل

22/07/2018 01:11 ص
حدث | هرمون التقلب والتخبط - بقلم : فاطمة المزيعل
**

أبشع إحساس قد يمر علينا هو معاشرة أصحاب المصالح الذاتية وأصحاب النفاق الحاد، معتنقي المبدأ الفرنسي الذي يقول:

«أنا ومن بعدي الطوفان»، المنسوب إلى مدام دي بومبادور، الذين لا يفكرون إلا بأنفسهم، وكلما حاولت مجاراتهم ومجاملتهم، بقيت أنت المخطئ والسيئ في نظرهم.

ينطبق عليهم المثل الشعبي الذي يقول:

«البعير ما يشوف حدبته»، غافلون وقد طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم، وطامتهم الكبرى، أنهم يدعون وبشكل دائم أنهم أشخاص لا يعشقون شيئا في هذه الدنيا سوى «السلام، الإحسان، التقدير، الاحترام»، وكم هم يبغضون

«الكذب، الغيبة، النميمة»، وتناسوا أنهم منبعها، ولا يتورعون عن ممارستها، ولم يحاولوا ولو لمرة واحدة فقط، ان يمنعوا انفسهم من النهش في أعراض غيرهم وبالباطل يرمونهم.

يهيمون على وجوههم طوال الوقت، لأنهم بحاجة ماسة جدا لأن يظهروا كرم نفوسهم.

فكم نشفق عليهم أحيانا، وعلى ادعاءاتهم تلك، التي يدعونها وهي بعيدة عنهم كبعد الأرض عن آخر نقطة في هذا الكون الهائل، والفاصل أيضا بين الإنسان وذاته.

فئة لا شيء يشفي غليلها وكالشراب يثملها، سوى الضرب على أوتار الآخرين، وكأنهم من هذه الدنيا محصنون.

ينضحون بالأنانية، لذلك لم يستطيعوا تهذيب سلوكياتهم، وتقويم نوازعهم السلبية، وفي المقابل لن تستطع أنت أن تخاطب فيهم روح الخير والإنالة والإفضال والامتنان،

بسبب سوء ما يبطنون في دواخلهم، وبسبب تهالكهم الذي يملأون به فراغهم المضني، فلذلك تجدهم يهدرون أوقاتهم وجهدهم الليل مع النهار فيه.

هذا بخلاف زيادة ارتفاع هرمون التقلب والتخبط لديهم.

وكلما زاد تجاهلك لهم، ساءت أمورهم، وزادت حدة مزاجيتهم، وزاد هوسهم إلى حد الجنون، لأن تجاهلك ينفرهم.

فلا تخجل أبدا منهم، ولا تعطهم تلك الفرصة التي يتمنونها، ولا تتقيد بأي شخص مثلهم، وتمسك بتلك الأحابيل التي تعزز صورتك وشخصيتك أمامهم رغما عنهم لا عنك، وتأكد أن الكثير من الأشخاص في عالمنا، لا هدف لهم غير إثارة غضب فلان، واستفزاز فلان، ولكنهم في الحقيقة هم لم يغضبوا ولم يستفزوا سوى أنفسهم، بسبب قلة ثقتهم، وبسبب ضعفهم وغيرتهم.

وكهؤلاء لا سلاح لهم غير النباح للفت الانتباه والأنظار، وعادة لا يأتي النباح إلا على قدر كبير من الألم.

فهم إما ضحايا، أو خصوم، أو متغطرسون وخائبون، واقترابك منهم، لن يزيدك إلا حزنا وألما، وأسى وأنينا.

الأنباء

التعليقات

ادارة الموقع غير مسئولة عن تعليقات المشاركين واى اساءة يتحملها صاحب التعليق وليست ادارة الموقع

آراء ومقالات المزيد
كاريكاتير المزيد