آراء ومقالات المزيد

حدث | هل أنت من أهل «السخاء»؟ - بقلم : يوسف عبدالرحمن

15/02/2019 12:52 ص
حدث | هل أنت من أهل «السخاء»؟ - بقلم : يوسف عبدالرحمن
**

y.abdul@alanba.com.kw

في الحياة معان جميلة لا يعرفها إلا من يمارسها دون توقع في المقابل!

هناك من يعطي الأموال!

وهناك من يساعد شخصا يحتاج للمساعدة بكل أنواعها!

وهناك من يقدم الحب!

وهناك من يقدم النصيحة!

وهناك من يمنحك حبه وثقته!

كل هذا يدخل في السخاء.. فما هو هذا السخاء؟

ما أجمل بعض المعاني الحياتية مثل السخاء والجود والإيثار!.. مارسوها!

أتعلم أن «السخي» يملك كل القلوب التي تعرفه.. ومن لا يعرفه.

أتعرف أن «السخي» أسوة وقدوة حسنة لغيره!.. صِر منهم!

إنه واثق من عطاء الله فينفق ويبذل ويعطي ويصرف بلا أدنى تردد!

إذن، السخاء خلق الإنسان والكرم شيمته وهو من «الأخلاق الفاضلة» ومخرج «بيت رباه على السخاء»!

النتيجة: إن السخاء جاء من «سخا - يسخو - ويسخي» والمعنى يطول ويشمل الأرض السهلة - أو الواسعة البعيدة - والسخاوى ما بعد غوره!

من جميل المعاني أن يقال «امرأة سخية» أي من نسوة سخيات أي معطيات وسخو الرجل يسخو سخاء وسخاوة أي صار سخيا وفلان يتسخّى على أصحابه أي يتكلف السخاء!

الزبدة من هذا أن السخاء هو الجود والكرم والبذل والإيثار والعطاء والإنفاق!

٭ ومضة: عزيزي القارئ الكريم، دعني في البداية أعرف الفرق بين السخاء والجود والإيثار التي سطرتها لك.

٭ السخاء: ألا يصعب على الإنسان البذل مما يملكه ولا ينقصه ذلك.

٭ الجود: أن يعطي الإنسان كثيرا مما يملك ويبقي لنفسه شيئا قليلا أو يبقي ما أعطى.

٭ الإيثار: أن يؤثر الإنسان غيره بالشيء مع حاجته إليه!

أما مفردة «الاثرة» فهي عكس الإيثار لأن الاثرة تعني استئثار المرء عن أخيه بما هو محتاج اليه.

إذن، السخاء له أثر كبير على المجتمع والأفراد، والناس تحب الكريم الجواد السخي ولا يفعله إلا من يرجو «الفوز» بما وعد الله «المنفق» من الحياة الطيبة في الدنيا والنعيم الخالد في الحياة الآخرة.

والبخل الصفة المذمومة لا تخاف ولا تهاب إلا «السخي».

وأنا أقرأ التاريخ وقفت طويلا أمام تاريخ حاتم الطائي وسيدنا عثمان بن عفان، وهناك كثيرون يحملون صفة الإنفاق وهم من الأسخياء الله يعلمهم لأن هناك «فئة» تنفق في السر، كما ذكر بيت شعر في معن بن زائدة:

مضى من كان يحمل كل ثقل

ويسبق فضل نائله السؤالا

وكقول الشاعر أبي تمام يمدح بعض الأسخياء:

تكاد عطاياه يجنّ جنونها

إذا لم يعوذها بنغمة طالب

آخر الكلام: مقاصد رفيعة الشأن تتحقق بالمال الذي يبذله الأسخياء من الناس، وآثار سخائهم لا تعد ولا تحصى، خاصة أنهم يصونون ماء الوجوه من مذلة السؤال!

والسخاء في العادة يرتبط بخصلة الثناء وذكر الفضل وهذا يقابل بالارتياح والشكر.

قال الشاعر:

لولاكم نسي الثناء ولم يكن

في الناس لا رفد ولا مرفود

٭ زبدة الحچي: أعظم أثر يتركه السخاء هو رفعة شأن الوطن، فنحن اليوم يقودنا أمير الإنسانية والسلام شيخنا العود طول الله في عمره وولي عهده الأمين، وعاصمتنا الكويت مركز الإنسانية العالمي وشعبنا وصف بأنه أعظم شعب في السخاء والعطاء، ولله الحمد والمنة!

قال تعالى: (وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة...).

الى البيت الكويتي نساء أو رجالا، الله عز وجل يرزقكم أضعاف أضعاف أضعاف ما تقدمون، فما هذا «السخاء الكويتي» إلا تربية البيت الكويتي وهكذا سموتم على كل الأمم في مشارق الأرض ومغاربها!

٭ ختاما: يقول أستاذنا الكبير د.طارق بن علي الحبيب بروفيسور الطب النفسي في «مطوية صغيرة جميلة بعنوان علمتني أمي» ما يلي:

أمي.. فاطمة بنت حمد السحيم حنونة ككل الأمهات، لكن عقلها الكبير يمنعك أن تحس حنانها بيسر وسهولة إعجابي بعقلها وحكمتها جعلني منذ كنت أعشق حوار ذلك العقل والاستقاء من تلك الحكمة.

لحظات الحنان لم نكن نحياها معاً إلا في فترات المرض، أما سوى ذلك فكان العقل يحاور العقل على أرض من التناغم الدافئ.

متدينة جدا.. تصوم يوما وتفطر يوما، لكنها في الوقت نفسه منعتقة أيما انعتاق من التبعية التقليدية للطرح الاجتماعي والدين.

لقد وجد د.طارق الحبيب.. وهو بالفعل له من اسمه «حبيب» ما في فكر والدته وسخائها ما يستحق أن يضعه في كراسة فكانت «ثمرات»!

أدعو قرائي في مشارق الأرض ومغاربها للدعاء لوالدتنا فاطمة السحيم ونجلها طارق من سخاء دعائكم المبارك.. في أمان الله.
 
 

الأنباء

التعليقات

ادارة الموقع غير مسئولة عن تعليقات المشاركين واى اساءة يتحملها صاحب التعليق وليست ادارة الموقع

آراء ومقالات المزيد
كاريكاتير المزيد