آراء ومقالات المزيد

حدث | هل الإنسان بحاجة إلى عدو؟ - بقلم : د. نادية القناعي

23/01/2019 12:39 ص
حدث | هل الإنسان بحاجة إلى عدو؟ - بقلم : د. نادية القناعي
**

كنت أتصفح أحد دفاتري وإلا بسؤال كتبته في عام 2015. لا أذكر بصراحة لمَ كتبته، ولا أذكر الظرف الذي حدا بي لكتابة ذلك السؤال. بحثت في نفس الصفحة عن الجواب، ولكن لم أجد إلا سطورا خالية، فيبدو أنني كتبته ولم أدون الإجابة حينها. السؤال هو: هل الإنسان بحاجة إلى عدو؟ بصراحة ما زلت أفكر بالإجابة إلى هذه اللحظة.
 
يُقال اننا لن نعرف الصديق الحقيقي إلا إذا اختبرنا العدو، واننا لن نعرف قيمة الصداقة حتى نصادف في حياتنا مجموعة من الأعداء، وأن وجود العدو دليل على أن الإنسان ناجح، فكما يُقال لا تقذف إلا الشجرة المثمرة. وكذلك أن في كثير من الأحيان قد يكون وجود العدو حافزاً للتغيير والتقدم، وذلك ربما نكاية به. وقد يقول قائل ان الحياة بمجملها عبارة عن مجموعة من الثنائيات، فتلك ثنائية الصديق والعدو كثنائية الموت والحياة أو ثنائية الأبيض والأسود، ولكن في ذات الوقت علينا أن نفكر بأن الحياة قصيرة، لا تحتمل أن نبحث عن عدو، فمن باب أولى أن نبحث عن أصدقاء. فما معنى أن نجابه العدو ونمتلئ غيظا وغضبا! ألا يكون من الأجدر أن نلتفت إلى أنفسنا ونحاول أن نجابه ما نود تغييره فيها؟ قد علمت الآن سبب عدم إجابتي على السؤال قبل أربعة أعوام، لأن الإجابات ربما تتعدد باختلاف الظروف.
 
أذكر أنه في أحد الأيام كنا في جلسة حوارية، فأخبرني أحد الحاضرين عن انتقاد أحد الأشخاص لي، حينها أحسست بنوع من الاستياء من ذلك الانتقاد غير المنصف، ولكن حينها قال لي أحد الحاضرين، ليس من المعقول أنك تعتقدين أن كل الناس أصدقاء!
 
أختم المقال بعبارتين لأرسطو ذكرهما في كتابه «الأخلاق»: إن الشجاع يبدو متهوراً بالنسبة للجبان، والمعتدل يبدو سيئاً بالنسبة لعديم الإحساس.

naalqenaei@gmail.com

القبس

التعليقات

ادارة الموقع غير مسئولة عن تعليقات المشاركين واى اساءة يتحملها صاحب التعليق وليست ادارة الموقع

آراء ومقالات المزيد
كاريكاتير المزيد