آراء ومقالات المزيد

حدث | هل حقاً لا يموت أحد من الجوع؟! - بقلم : د. سامر أبورمان

16/10/2018 12:07 ص
حدث | هل حقاً لا يموت أحد من الجوع؟! - بقلم : د. سامر أبورمان
**

يبدو أن الواقع والاحصائيات لا تدعم صحة مقولة «ما في حدا بموت من الجوع» التي طالما رددها آباؤنا وأجدادنا من باب عزة النفس وترفعها عن السؤال والتوكل على الله، فهناك فعلا شعوب تموت بحثا عما يسد رمقها ليبقيها على قيد الحياة!

ثمة جوانب سياسية واقتصادية ومعيشية وجغرافية وبيئية، بالإضافة إلى أن الحروب والصراعات والكوارث الطبيعية زادت من معاناة الشعوب وتعرضها للمجاعات وحملها على الهجرة القسرية بحثا عن الأمن الغذائي.

تشير الاحصائيات في مؤشر الجوع العالمي Global Hunger Index (GHI) والذي أطلقه المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية في واشنطن International Food Policy Research Institute والذي يصدر سنويا منذ العام 2006، ثم نفذته في العام 2018 كل من Concern Worldwide وWelthungerhilfe إلى أن العالم قد أحرز تقدما تدريجيا في الحد من الجوع عموما، ولكن هذا التقدم لم يكن متساويا ومجديا، حيث تستمر مناطق الجوع ونقص التغذية الشديدين بقوة، مما يعكس البؤس البشري للملايين.

تظهر الأرقام زيادة مخيفة في معدلات الجوع حيث إن ما يقرب من 124 مليون شخص يعانون من الجوع الحاد وبزيادة مذهلة بلغت 80 مليون عما كان قبل عامين، وهناك حوالي 151 مليون طفل يعانون من التقزم و51 مليون طفل مشرد في جميع أنحاء العالم.

وفي ظل تهديد الصراعات وتغير المناخ وتحديات أخرى متجددة تتعرض المكاسب المتواضعة التي تحققت ضد الجوع للذهاب أدراج الرياح لأن الأسباب الجذرية والحقائق المعقدة للجوع لا تتم معالجتها بشكل كاف، فقد التزمت بلدان العالم في العام 2015 بتحقيق «صفرية الجوع» Zero Hunger بحلول العام 2030 حسب هدف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، وتحقيق الأمن الغذائي، وتحسين التغذية، وتعزيز الزراعة، فهل سيتحقق الهدف؟

حسب تقدير مؤشر الجوع العالمي لعام 2030، فإن 50 دولة ستفشل في تخفيف نسبة الجوع إذا استمر نقص التغذية في مساره الحالي! وهو ما يعني أننا لا نسير على الطريق الصحيح، ولعل هذا ما يفسر التغيرات في شعارات بعض الجهات الدولية وتواضعها بما يتعلق بـ «صفرية الجوع» إلى «إنهاء الفقر المدقع بحلول عام 2030» كما ورد في التقرير السنوي للبنك الدولي 2018، وما قيدته بعض الجهات بشعار «لا جوعى بالمناطق التي نعمل بها بحلول عام 2030».

أظهر المؤشر استمرار الجوع ونقص التغذية في عشرات البلدان، كما هو الحال في أفريقيا الوسطى التي تعاني من مستوى عال من الجوع ينذر بالخطر. وهناك ست دول - وهي تشاد وهايتي ومدغشقر وسيراليون واليمن وزامبيا - تعاني من مستويات مثيرة للقلق والخوف الشديد، وعلى مستوى العالم هناك 55 دولة من أصل 119 دولة مصنفة على مستوى عال من الجوع.

ولعل كل هذه الأرقام والواقع الأليم والتوقعات المخيفة قد كانت ضمن أسباب تغيير عدة جهات إنسانية في العالم سياساتها لمحاربة الجوع، حتى تسمت بعض الجهات بمحاربة الجوع مثل« حركة ضد الجوع »Action against Hunger، وكما عقد مؤتمر ضخم ضم 190 دولة في روما بعام 2014، وسينطلق قريبا في الكويت مؤتمر «انسانية واحدة ضد الجوع» بتنظيم الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية في الكويت واطلاق مبادرة «إطعام مليار جائع حول العالم»عسى أن تثمر كل هذه الجهود في تحقيق الهدف المنشود «القضاء على الجوع» أو التخفيف منه.

الأنباء

التعليقات

ادارة الموقع غير مسئولة عن تعليقات المشاركين واى اساءة يتحملها صاحب التعليق وليست ادارة الموقع

آراء ومقالات المزيد
كاريكاتير المزيد