آراء ومقالات المزيد

حدث | هل؟ - بقلم : حنان بدر الرومي

19/11/2018 12:23 ص
حدث | هل؟ - بقلم : حنان بدر الرومي
**

فترة عصيبة مرت على وطننا الغالي وشعبنا المسالم خلال الأيام الماضية مع تغير الأحوال المناخية وما صاحبها من شدة الرياح وتساقط الأمطار بكثافة حتى بلغ منسوب المياه درجات غير معهودة، ونستطيع أن نقسم هذه الفترة إلى مرحلتين، المرحلة الأولى هي مرحلة الصدمة والذهول والتي ألمت بالجميع الحكومة والشعب معا وما ترتب عليها من ارتباك وفوضى وغرق الطرق الرئيسية وبعض البيوت السكنية.

وتوقف حركة المرور في العديد من الطرق السريعة والرئيسية وبروز خلل في البنية التحية ومجاري الصرف الصحي لبعض المناطق مع تزايد وتيرة الشائعات.

أما المرحلة الثانية وهي ما يطلق عليها مرحلة ما بعد الصدمة فتميزت بالاستعدادات المكثفة لجميع قطاعات الدولة تحسبا لكل الاحتمالات والعمل خلال فترة اشتداد الأمطار كخلية نحل منظمة متجانسة ومتعاونة مع تغطية إعلامية شاملة لكل مناطق الكويت وبشفافية عالية ساهمت في تخفيف روع المواطنين والحد من الشائعات الملفقة.

نجاح الحكومة في التعاطي مع الأزمة لا يعني انتهاؤها فنحن في بداية الفصل والتوقعات تشير إلى تغييرات مناخية عالمية والكويت جزء منها، إن ما مر علينا جعل هناك أسئلة كثيرة تجول في خاطري خصوصا وأن الأزمات والكوارث لا تستأذن قبل حدوثها لذلك سأحاول نقلها على الورق لعلي أجد إجابة شافية.

هل حكومتنا الرشيدة استفادت من هذا الدرس الرباني؟

ـ هل ستتوقف التعيينات البراشوتية والتي تخلو من الكفاءة والخبرة؟

ـ هل سيحاسب المتسببون بحالة الفساد والفاسدون؟

ـ هل سيتم تعيين الشخص المناسب في المكان المناسب؟

ـ هل سيتم التوقف عن التلاعب بالمناقصات؟

ـ هل سيحاسب الوزراء والقياديون الحاليون والسابقون على تقاعسهم ومساهمتهم في تردي الأوضاع وتشجيع الفساد؟

ـ هل سيتم التوقف عن كسب ودّ النواب المفلسين؟

ـ هل سيتم تطبيق القوانين؟

ـ هل سيتم إعادة النظر في مميزات ورواتب وعلاوات وظائف الإطفاء والمسعفين وتعزيز كفاءتهم لكل الاحتمالات الطارئة؟

ـ هل ستتغير النظرة السلبية للمواطن والذي أثبت علو همته وصدق عطائه وحبه وفزعته لنجدة وطنه؟

ـ هل ستتم الاستعانة بالخبرات المحلية الصادقة وإتاحة الفرص لها لإثبات ذاتها والتعلم مع الصبر على الأخطاء التي يمكن غفرانها حتى يصلوا للكفاءة المطلوبة؟

أتمنى أن أجد إجابة شافية.

> > >

هل أعضاء مجلس الأمة المحترمون يدركون أن المواقف والمشاكل والأيام التي مرت منذ دخولهم للبرلمان أثبتت الفشل الذريع لمعظمهم في تحمل مسئولياتهم كجهاز تشريعي رقابي، وأن ضبابية برامجهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية بالإضافة للأمية السياسية لعدد غير بسيط منهم أدخل الدولة والشعب في مهاترات عرجاء؟ وأن مواقفهم من الكارثة كانت للتكسب الإعلامي ولمجرد التهديد للحكومة فقط والسعي للتكسب لتمرير مصالحهم ومصالح ناخبيهم فقط وكأن بقية الشعب الكويتي دفعة بلاء عنهم؟ فهل يمتلك النواب الشجاعة الأدبية لترك كراسيهم الخضراء لأننا وببساطة مللنا من ألاعيبكم ولم نعد نثق إلا بعدد لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة.

بطاقة شكر: لأبطالنا البواسل (الشرطة ـ الدفاع المدني ـ المطافي ـ الإسعاف) ولكل من لبى نداء الواجب وفزع بحب لهذا الوطن وخوف على أهله، شكرا من القلب لكل من واصل الليل بالنهار وواجه قوة الرياح وكثافة الأمطار.

شكرا للأبطال في كل جهات الدولة والمسؤولين الذين قدروا أن مناصبهم هي لخدمة الوطن والمواطن، شكرا لكل من جعلنا نستشعر الأمان ونحن داخل بيوتنا.

عجبا: لعل أغرب الظواهر خلال فترة الأمطار والتي أستغربها هي عدم اهتمام البعض بتوجيهات ضرورة ملازمة المنازل وتعريضهم لأنفسهم وعائلاتهم وصغارهم للخطر وغرق السيارة لمجرد إشباع غريزة الفضول والرغبة بتوثيق المشاهد لعرضها عبر السوشيال ميديا كسبق إعلامي منفرد.

وحفظ الله الكويت وأهلها من كل مكروه.

Hanan.AlRoumi@gmail.com

الأنباء

التعليقات

ادارة الموقع غير مسئولة عن تعليقات المشاركين واى اساءة يتحملها صاحب التعليق وليست ادارة الموقع

آراء ومقالات المزيد
كاريكاتير المزيد