آراء ومقالات المزيد

حدث | وداعاً.. أنت رجل ذهب! - بقلم : يوسف عبدالرحمن

22/10/2018 12:30 ص
حدث | وداعاً.. أنت رجل ذهب! - بقلم : يوسف عبدالرحمن
**

y.abdul@alanba.com.kw

الرجل.. الرجل لا شيء إلا ما يصنعه بنفسه!

وهو بالفعل سيد الرجال واليوم في ذمة الله!

هو العسكري الوحيد الذي جاء على ظهر دبابة ليسلم الحكم إلى الشعب ويعيش بينهم غير آبه ولا حريص على «كرسي الحكم»، وهذا نادر في هذا الزمان!

رحل سوار الذهب الذي رثاه الاعلام العربي والعالمي، والذي توفي يوم الخميس 9 من صفر 1440هـ الموافق 18/10/2018م في المستشفى العسكري في مدينة الرياض عن عمر يناهز 83 عاما، الرئيس المشير عبدالرحمن سوار الذهب الذي تولى رئاسة السودان لعام واحد بعد انتفاضة ابريل عام 1985 وسجل التاريخ لهذا «الرجل الذهب» انه زهد في السلطة وسلمها في موعدها كما قال وتعهد ولم تغلبه «شهوة السلطة» وبريقها!

عرفته والتقيته في الخرطوم قبل الاحتلال العراقي الغاشم، وتوطدت العلاقة بعد التحرير عندما زرت السودان في أثناء الاحتلال العراقي مع «وفد المعلمين الشعبي»، وقد جسد لنا هذا الانسان النبيل مواقف الشعب السوداني أثناء الاحتلال، وأتذكر أنه اعطاني سيارة جيب نقلتني الى «كسلا» لمقابلة مجموعة من المعلمين الإريتريين لبيان ومعرفة مواقفهم من الاحتلال العراقي حينذاك!

هذا الانسان النبيل يحمل الحكمة والشهامة والمروءة والتواضع الجم وله من اسمه نصيب، بالفعل هو «سوار من ذهب»!

لن أنسى في حياتي جهوده في الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية وأيضا كرئيس لمجلس أمناء منظمة الدعوة الاسلامية!

أكثر من ثلاثين عاما عرفته عن قرب في الهيئة الخيرية وايضا في زياراتي للسودان لزيارة الأخ مبارك قسم الله، رحمه الله، والاخوة في نقابة المعلمين السودانية وعلى رأسهم الأخ شادول.

أتذكر انه بعد التحرير كلفني العم يوسف جاسم الحجي باستقباله في مطار الكويت لأنه قادم لاحدى جلسات الجمعية العامة في الهيئة الخيرية، وخرج باسما يقول: لقد قدمت جوازي للشرطي الذي يجلس خلف جهاز الكمبيوتر للدخول وإتمام اجراءات السفر فما كان منه الا ان وقف وأدى لي التحية قائلا: سيادة المشير نحن لا نحب «دول الضد»، لكنك انت انسان محترم عسكري صادق الوعد والعهد لقد سلمت الحكم كما وعدت وأنا أحب فيك هذه الخصلة!

ومضة: من يعرف المشير عبدالرحمن سوار الذهب يحب فيه خلالا كثيرة يصعب حصرها، منها «طيبة أهل السودان»، وذات مرة «عمل لي غداء» في منزله وكم كان كريما أخجلني بحفاوته وكرمه.

اليوم.. نعم أرثي واحدا من الناس الذين «أحببتهم» في «مشوار حياتي» وكنت على الدوام بعد الالتقاء به أخرج بالانطباعات الكثيرة عنه فالرجل رغم نياشينه العسكرية وأوسمته إلا أنه يمثل «قمة التواضع»، انسان مدني «كتوم السر» صادق الوعد، كريم الأخلاق، مالك للحكمة وكان من «الناس» الذين يثق فيهم والدنا العم يوسف جاسم الجي والعم عبدالله المطوع، رحمه الله، والعم احمد سعد الجاسر اطال في عمره.. الكل في العمل الخيري الكويتي يحبه ويحترمه وأعزي أخانا عبدالمنعم ابو أحمد في «العون المباشر» وأخانا آدم أبو محمد في الهيئة الخيرية من تلاميذه وطلابه.

آخر الكلام: كان للرجل دوره وله «حظوة خليجية»، الكل يحبه ويحترمه واتفقت عليه كل أطياف الناس حتى الأحزاب وكل الحراك المحلي والخارجي لنزاهته وتبسطه!

زبدة الحچي: فقد العمل الخيري العربي والإسلامي «علما بارزا ورمزا محترما» ونال ما تمنى دفن في بقيع الغرقد بالمدينة المنورة، فلقد امر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بنقله في طائرة خاصة من الرياض الى المدينة المنورة وتم دفنه في البقيع تنفيذا لوصيته.

نعزي اخواننا في السودان الشقيق ونعزي أسرته ومحبيه واخواننا في الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية وكل الجمعيات والمؤسسات والمنظمات العربية والاسلامية بهذا الفقيد «العزيز علينا جميعا» فيا رب تقبله بواسع رحمتك، اوسع مدخله وأكرم نزله وأنزله منازل الصديقين والشهداء والصالحين في الفردوس الأعلى من الجنة وارزقه خير الجزاء عما قدمه لأمته ودينه وإسلامه.. وإنا لله وإنا إليه راجعون.. وتسقط دمعات على هذا الرجل العسكري المدني.. عبدك المشير عبدالرحمن سوار الذهب.. الذهب!

الذي اعطى من روحه فوق ما تتحمله الطاقة البشرية من اجل وطنه وامته، وسيبقى حيا في روح من عايشوه وناصروه.. في ذمة الله يا سوار الذهب.

الأنباء

التعليقات

ادارة الموقع غير مسئولة عن تعليقات المشاركين واى اساءة يتحملها صاحب التعليق وليست ادارة الموقع

آراء ومقالات المزيد
كاريكاتير المزيد