حدث | يرحم أمك توقف عن التنفس في وجهي - بقلم : غنيم الزعبي
22/10/2018 12:22 ص
كاتب 1
**
بعد 7 ساعات في المدرسة يرجع الطفل ليجد بانتظاره مدرسين أو ثلاثة خصوصيين ليتنفسوا بوجهه ساعتين أو ثلاثا أخرى من باب درس خصوصي.. هذا الجيل اللي يسمونه «المسحوط»، الله يعيننا وإياهم، شيء اسمه شارع أو هواء طلق ما يعرفونه بس يتنفسون أوكسجين معاد تدويره داخل بيوتهم.
قد يكون هذا هو أحد أسباب العنف المتفشي بين شباب هذه الأيام ويجعلهم من أسخف نقاش يستلون سيوفهم وسكاكينهم لينتج عن مشاجراتهم قتلى وجرحي بعد أن كانت في السابق أسوأ شيء تنتجه هو برطم دامي أو دائرة سواء على العين من بوكس محظوظ.
يجب أن تراجع وزارة التربية طريقة التدريس في مدارسها والمنهج الذي لا ينتهي يدرسونه في المدرسة ومع الأم والأب ومع المدرس الخصوصي وعن طريق المذكرات.. حرام هذا اللي قاعد يصير للأطفال الذين انعدمت طفولتهم بين هذه الكتب.
مفروض علاقة الطفل خاصة طالب الابتدائي بالدراسة تنتهي عند خروجه من باب المدرسة وباقي اليوم يقضيه في شيء اسمه المرح والطفولة وهو أمر غاب عن حياة هذا الجيل.
يجب تخفيض حجم المادة الدراسية لطلبة المرحلة الابتدائية وتركيزها على الأشياء الأساسية والمفيدة فقط وحذف الحشو الزائد منها.
العملية تراكمية فالطفل طالب الابتدائي المخنوق في سنوات دراسته الأولى سيحمل هذا الضيق والاختناق إلى سنوات مراهقته وشبابه فتجد الواحد منهم شرارة لا تقف الذبابة على أنفه.
عكس الطفل الذي حصل على حصته من المرح والفرح والوناسة وسعة الصدر فهو ينمو ويكبر وقد تم إشباعه نفسيا فيكون في سنوات مراهقته وشبابه فيه الكثير من الاتزان والنضج فكل «الجنون» الذي كان فيه قد أفرغه في سنوات المرح الجميلة الأولى.
نقطة أخيرة: لم تكتف «التربية» بتحميل ظهور أطفالنا بالثقيل من الأحمال على ظهورهم الضعيفة، بل زادت على ذلك أنها أنهت شيئا اسمه المرح في الطفولة والذكريات الجميلة واستبدلتها بطفل آلي يحمل طابوقا على ظهره ويعود للبيت فقط ليواجه إنسانا غريبا لساعتين ولسان حال هذا الطفل يقول «يرحم أمك توقف عن التنفس في وجهي».
ghunaimalzu3by@
الأنباء
التعليقات
ادارة الموقع غير مسئولة عن تعليقات المشاركين
واى اساءة يتحملها صاحب التعليق وليست ادارة الموقع