حدث | الإسلام دين علم وفكر - بقلم : د. عبدالعزيز يوسف الأحمد
18/09/2023 12:50 ص
كاتب 1
**
مما لا شك فيه أن القرآن الكريم هدى للعقل وآياته تحض على تدعيم الملاحظة بين المشاهدة والتجربة العلمية فالعلم والعلماء لهم منزلة عند الله سبحانه وتعالى، وقد قال الله في كتابه الكريم (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات - المجادلة آية:11).
وقال عز شأنه: (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون - الزمر آية: 9).
وقال أيضا جل جلاله: (.. وأن الله قد أحاط بكل شيء علما - الطلاق 12).
ولقد ورد ذكر العلم ومشتقاته في القرآن الكريم ما يزيد على 780 مرة، وهذا يدل على اعتزاز الإسلام بالعلم وحب الله وتقديره له، كما حث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم على العلم أيضا عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سلك طريقا يلتمس علما سهل الله له طريقا إلى الجنة».
لذلك كان الإسلام دين السماحة والمحبة فقد ربط بين القلوب والعقول معا ووحد بين المسلمين، حيث لم يفرق بين أسود وأبيض ولا بين عربي وعجمي إلا بالتقوى، وجمع كل المسلمين تحت ظلال العدل والمساواة والحب والمودة والسلام.
ولقد ربطت القلوب والنفوس برحيق الإسلام المعطر بالعلم والثقافة فالإسلام هو المؤسس الأول للحضارة والارتقاء بها يوم كانت أوروبا تغط بجهل ونوم عميق فعلوم الطب والفلك والفيزياء والبصريات كلها كانت عن طريق العلماء العرب والمسلمين، فقد استخلص الغرب من الفكر الإسلامي وعلومهم التي سطعت في كل بقاع العالم وصقلوها وبرعوا بها، فقد طبق هؤلاء تعاليم العلماء المسلمين الذين استقوها من القرآن الكريم وآياته البينات ومن إخلاصهم للعلماء مقتدين بشخصية سيدنا ورسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ومما لا شك فيه أن العلم الإسلامي يكون شامخا حضاريا متطورا عندما تتمسك أمتنا الإسلامية بأمر الله وعلوم كتاب الله الكريم. وأن من عظمة المسلمين الاعتماد على الدين في الذكر والسلوك والحياة وأي انفصال في هذه الروابط الوثقى فإن المسلم يتوه في صحارى النفس ويفقد إنسانيته وفكره معا.
ولقد بنى الإسلام الكثير من المواقف العلمية السمحة في دينه القيم، حيث شجع العديد من الأجانب وأغدق عليهم بسخاء، فكان لذلك أثره العظيم لنزوح العديد من المترجمين والمؤلفين والعلماء الأجانب إلى عواصم الأمة الإسلامية ليعيشوا معززين مكرمين في أحضانها وينهلوا من علومها فعملوا معها بإخلاص وصدق وولاء ووفاء لها، حيث تفتحت أفكارهم وتجددت دماؤهم فأخرجوا من كنوزها الغالي والنفيس من العلوم التي هبت كالنسيم في كل بقعة من أرض الإسلام، فظهرت الحضارات الإسلامية في أبهى حللها لتغدق على العالم كلما ارتقينا في اكتشافاتنا العلمية وتجاربنا العلمية في شتى فنون علوم الحياة، فنحن ما أحوجنا إلى هضم ثقافة الغرب وما أحوجنا إلى الاهتمام بالتراث الإسلامي العظيم الذي به نسمو وبه نعلو وفيه أيضا نسترجع كنوز ما خلفه لنا العظماء من أجدادنا العلماء المسلمين من إبداعيات علمية في قمة صورها الحضارية، لتزدهر الحضارة الإسلامية مرة أخرى عن طريق أحفادها العلماء العرب والمسلمين الذين عليهم العبء الأكبر في إسطاع شمس علومها لتعم على العالم خيرا ومحبة وسلاما.
الأنباء
التعليقات
ادارة الموقع غير مسئولة عن تعليقات المشاركين
واى اساءة يتحملها صاحب التعليق وليست ادارة الموقع