آراء ومقالات المزيد

حدث | الاتفاق السعودي ـ الإيراني وتداعياته - بقلم : عادل المطيري

17/03/2023 12:45 ص
حدث | الاتفاق السعودي ـ الإيراني وتداعياته - بقلم : عادل المطيري
**

لم يكن الاتفاق السعودي ـ الإيراني الذي أعلن عنه في 10 مارس الجاري بالعاصمة الصين مفاجئا لمتابعي الشأن الخليجي، فقد سبق أن عقد الطرفان السعودي والإيراني عدة جولات من المفاوضات المتقطعة في سلطنة عمان والعراق ما بين عامي 2021-2022، ولكن المفاجأة كانت الرعاية الصينية لتلك المفاوضات!

عرف عن الصين أنها لا تتدخل سياسيا في المناطق البعيدة عن أراضيها وتكتفي عادة بتقوية علاقاتها التجارية والتي تعتبر المحرك الرئيسي للديبلوماسية الصينية.

رعاية الصين لمفاوضات بين خصمين كبيرين، بينهما حرب باردة شرسة تمتد لسنوات عديدة، وفي منطقة إستراتيجية مهمة للعالم، هذا هو التغير الكبير في السياسة الخارجية الصينية. وهذا دليل على تغير موازين القوى في النظام العالمي من أحادية القوى تتحكم فيه الولايات المتحدة الأميركية إلى نظام متعدد القوى للصين وروسيا دور كبير في رسم سياساته!

لماذا الصين بالتحديد؟ كلما نتذكر تصريحات ترامب في خضم أزمة الناقلات في عام 2019 وما بعدها، عندما أشار إلى أن هناك دولا لديها مصالح في المنطقة وبالتحديد في البترول وعليها حماية مصالحها!

يبدو أن تراخي الالتزام الأميركي في أمن المنطقة حفز الصين التي لديها مصالح حيوية سواء في اعتمادها على نفط الخليج أو مصالحها التجارية إلى التدخل ديبلوماسيا من أجل تحقيق الاستقرار في الإقليم وضمان استمرار مصالحها.

هل سينجح الاتفاق أم لا؟ رغم معرفتنا بالسلوك الإيراني المراوغ عادة، إلا أن الصين تملك أوراق ضغط كبيرة جدا على إيران والتي تعلم أنها بدون الصين والروس لن تستطيع أن تقاوم الضغوط الأميركية والغربية عموما، لذاك يمكن أن نشاهد جولات من المفاوضة لحل أزمات المنطقة والتي تكون إيران طرفا فيها «كالأزمة اليمنية والعراقية والسورية واللبنانية»، ولكن لا توجد عصا سحرية صينية تحقق تلك الأهداف سريعا.

٭ الخلاصة: الصين ستكون أحد اللاعبين الدوليين في منطقة الشرق الأوسط مما يعزز المنافسة بينها وبين الولايات المتحدة الأميركية ويحسن من الموقف التفاوضي الخليجي ولا يجعلهم فريسة للابتزاز الأميركي، لكن ستبقى الولايات المتحدة أحد أهم الحلفاء للخليجيين ولا يجب فك الارتباط أو تقليل الاعتماد عليها.

أما بالنسبة لإيران فقد يكون هذا التعامل الإيجابي والاتفاق ما هو إلى تكتيك مرحلي في ظل أزمة سياسية واقتصادية محلية وعقوبات أميركية أوروبية ويزول بعد عدة سنوات، والمهم أننا قد ننعم ببعض الهدوء في الخليج على خلفية الاتفاق السعودي ـ الإيراني.

الأنباء

التعليقات

ادارة الموقع غير مسئولة عن تعليقات المشاركين واى اساءة يتحملها صاحب التعليق وليست ادارة الموقع

آراء ومقالات المزيد
كاريكاتير المزيد