**

قبل عدة سنوات كانت لدى وزارة الصحة خطة لفتح عيادات نفسية في المستوصفات لكنها لم تر النور. من الطبيعي ان الوزارة تقوم بعمل استبيانات او دراسات قبل تطبيق مثل هذه الخطة، ويبدو ان نتائجها أدت الي تأجيل الفكرة، وربما يعود ذلك ايضا إلى أنه في السنوات السابقة لم تكن المراكز الصحية منتشرة في جميع المناطق ومساحاتها لم تكن تكفي لافتتاح بعض العيادات، ولكن بعد التوسع الكبير والشامل في معظم المناطق من ناحية بناء المراكز الصحية والتخصصية، وشمولها على تخصصات طبية عديدة كالأسنان والعيون والجلدية والانف والاذن والحنجرة، أصبح لزاما أن تكون هناك عيادات نفسية تكون مكملة للخطة الصحية وتخفف الضغط على المستشفيات الكبيرة وتعطي نوعا من الاريحية والخصوصية للمرضى.

لا شك ان هناك الكثير من الناس يتحسس من مراجعة مثل تلك العيادات حتى لا يراه الآخرون ويتحدثون عنه مع علمه الشديد بالحاجة الى الارشاد والعلاج النفسي، وهذا اكبر دليل على نقص الثقافة الصحية والدوائية عند الكثيرين الذين يتسببون في إيذاء انفسهم والصبر على الامراض النفسية التي تكون آثارها في بعض الأحيان اشد فتكا من الامراض الجسدية والعضوية، فيترك المريض نفسه فريسة للقلق والاكتئاب والوسواس نتيجة ظروف او أزمات تعرض لها، ولا يستطيع ان يتخلص منها خوفا وخشية من نظرات الناس وكلامهم.

الناس في الدول المتقدمة يراجعون العيادات النفسية اكثر من العيادات الطبية الأخرى لدرجة ان اغلب الأطباء يحولون مرضاهم للأطباء النفسيين حتى يدخلوا عليهم الطمأنينة ويواجهوا امراضهم بهدوء ومن غير تشنج في حال انهم احتاجوا لعمليات كبرى او العلاج الكيميائي لمكافحة الأورام وغيرها من الامراض. اليوم اغلب البشر يتعرضون لضغوط نفسية كبيرة نتيجة لظروف ومصاعب مختلفة في هذه الحياة تترك في النفس الحزن الشديد وكره الحياة والتفكير في الموت والزهد في ملذات الدنيا، ولا يجد مثل هؤلاء من يساعدهم ولا يستطيعون حتى مساعدة أنفسهم. لذلك نتمنى على المسؤولين في وزارة الصحة الإسراع في فتح مثل هذه العيادات في المراكز الصحية حتى لو كانت يوم او يومين في الأسبوع، ولا مانع ان يتم تغير الاسم الى اسم آخر مثل عيادة الاسرة او عيادة العائلة، او أي مسمى يرفع الحرج ولا يسبب القلق والرهبة عند المرضى، فهل سنرى هذه الخطوة في الفترة القادمة؟

zaben900@hotmail.com

الأنباء