آراء ومقالات المزيد

حدث | وضاعت الذاكرة - بقلم : د. غنيمة محمد العثمان الحيدر

16/03/2023 12:45 ص
حدث | وضاعت الذاكرة - بقلم : د. غنيمة محمد العثمان الحيدر
**

مع الأسف الشديد التكنولوجيا الحديثة خربت علينا الذاكرة. فلله الحمد عشنا في زمن جميل بهذا الوطن الغالي، وقد أنعم الله علينا بنعمه التي لا تعد ولا تحصى.

هاتف المنزل في الزمن الجميل كان كل أهل البيت يستعمله، وكل يستعجل الآخر ليجري مكالمته. وكان دائما الهاتف الوحيد في المنزل الموجود بغرفة المعيشة، تتحدث الكل يسمعك لا نعترف بالخصوصية فالبيت يعرف كل ما يدور من خلال الاتصال ولا يمكنك إدخال الهاتف بغرفتك مهما كان السبب.

كانت ذاكرتنا كالحديد تحفظ أكثر من عشرين رقما وربما أكثر. ما دعاني للكتابة في هذا الموضوع صاحبتي التي شحب لونها وضاق صدرها أنها فقدت الهاتف الجوال في أحد المجمعات التجارية الكبيرة وجميع الأرقام المرتبطة بالأهل والسائق لا تذكر منها شيئا. وجدت ضالتها برؤيتي وابتسمت وطلبت مني الاتصال برقم هاتفها، لا ترغب في الاتصال من هاتف لا تعرف صاحبه، فيأخذ رقمها، وخوفا من شيء بداخلها كون الهاتف مرتبطا بكل ما يعنيها من خصوصية.

ولله الحمد والشكر نحن في وطن مازال أهل الخير والذمة موجودين، أدرنا الرقم، وبذكاء ردت علينا صاحبة المحل بكل أدب تخبرنا باسم المحل لتعود صاحبتي التي مرت على أكثر من عشرة محلات ولا تذكر أين فقدت هاتفها لتتسلمه.

نعم مع تزايد استخدام الهواتف المحمولة، انتشر نوع جديد من المرض يصيب بال الفرد بمجرد التفكير في ضياع هاتفه المحمول أو حتى نسيانه في المنزل. وعند فقدان الهاتف يصاب الشخص باضطراب نفسي ويشعر بالقلق عندما يفقد هاتفه ساعات والتفكير في عدم وجود الهاتف يسبب الضيق والحزن لبعض الأشخاص، لأن الكثير منا يعتمد على الهاتف للحصول على المعلومات والاتصال أو للعمل أو الترفيه، لذلك من الطبيعي الشعور بالقلق من فقدان الهاتف فجأة أو عدم القدرة على استخدامه لفترة مما يعطل الشخص عن القيام بمهامه.

إن فقدان الهاتف المحمول يؤثر على حياة الفرد اليومية وينعكس عليه الأمر بالمزيد من الأعراض النفسية والسلبية، لذا يجب علينا نسخ جميع المعلومات في دفتر ورقي للعودة إلى الأرقام والمعلومات، إذا قدر الله ولم تجد الهاتف، أما الصور والذكريات، فالله يعوضك خيرا بأحسن منها.

نصيحتي للأهل والعائلات بضرورة وضع جوائز تشجيعية للطفل الذي يظل مدة أطول في البعد عن الإنترنت مع إخوته للاستفادة من تطبيق «الوقت» لضبط الوقت الذي يقضيه الطفل أمام شاشة هاتفه، وإمكان برمجته على وضع حد أقصى لاستخدام الهاتف يوميا.

توعية اﻷطفال من مغبات التعرض للأشخاص أو الجماعات أو الحكومات، والحذر الشديد من نقل الشائعات وتداولها. وشرح مضار الهواتف علي المخ والأعصاب. والله يحفظكم من كل سوء، وإن شاء الله ما حد فيكم يضيع أو ينسرق هاتفه.

الأنباء

التعليقات

ادارة الموقع غير مسئولة عن تعليقات المشاركين واى اساءة يتحملها صاحب التعليق وليست ادارة الموقع

آراء ومقالات المزيد
كاريكاتير المزيد