**

مقالنا اليوم أيها القارئ عن قضية تربوية في غاية الأهمية تشغل بال كلّ من يعمل بالتدريس ، وهي أسباب المشكلات الصفية السلوكية والتعليمات المقترحة لضبط الصف وإدارته.

فهيا بنا نتعرف أولا على مفهوم إدارة الصف:

إدارة الصف هي عملية تربوية يسعى المعلم من خلالها الى خلق بيئة صفية منظمة خالية من المشاكل والأخطاء يسودها الاحترام المتبادل بين المعلم والطالب.

ولا تُعدّ عملية إدارة الصف من العمليات السهلة حيث إنها تحتاج إلى تخطيط وتنظيم من قِبَل المعلم حتى لا يكون عرضة للمشكلات الصفية السلوكية.

ولكن ما المشكلات الصفية السلوكية ؟ وكيف يمكننا مواجهتها و التغلب عليها ؟ هذا ما نعرض إليه في السطور الآتية :

المشكلات الصفية السلوكية هي سلوكيات غير مقبولة تصدر من المتعلمين وتكون سببا أساسيا في تعطيل حركة التعليم.

ولهذه المشكلات أسباب كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر :عدم المشاركة، قلة الانتباه لشرح المعلم، خوف الطالب من الاندماج مع أقرانه وكثرة الغياب أو التأخّر عن الحصة.

و من خلال تجربتي في مقرر إدارة الصف أطرح هذه المقترحات لتسهيل هذه العملية التربوية المهمة، ولبناء بيئة صفية إيجابية متجانسة، وتحقيق جو دراسي فعّال ومثمر داخل الصف.

وأهم هذه المقترحات تذكير المعلم في بداية الحصة المتعلمين بالقواعد والتعليمات الصفية والتحذير من عدم الأخذ بجدية هذه القواعد والتعليمات، ويأتي بعد ذلك قيام المعلم بتعزيز السلوك المرغوب فيه وفرض مكافأة سواء كانت معنوية أو مادية حتى يزيد من تفاعل المتعلمين وحرصهم على الالتزام الدائم أثناء الحصة الدراسية. وفي ذلك يقول جورج إليوت " المكافأة لمهمة أُنجزت هي القوة على إنجاز مهمة أخرى " .

ويبقى من وجهة نظري المعلم هو العامل الأساسي في تقليل المشكلات الصفية السلوكية حيث يجب أن يكون المعلم يقظاً في ملاحظة سلوك المتعلمين وتصرفاتهم ؛ فالمعلم نفسه قد يكون سببا رئيسياً في حدوث هذه المشكلات الصفية السلوكية .

ولكن كيف يكون المسؤول عن ضبط الصف وإدارته سببا في شيوع الفوضى فيه وعدم الانضباط ؟

إن ذلك يحدث ببساطة إذا وقع المعلم في أخطاء من المفترض أن يتجنبها ومنها :

قلة انتباهه لما يدور في الصف ، عدم التنويع في أساليب التدريس والأنشطة الصفية، عدم مراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين،عدم إظهاره حبه لعمله ونشاطه وقلة حماسه للحصة الدراسية.

إن المتعلمين أنفسهم لديهم قوة ملاحظة كبيرة تجاه المعلمين، فهم يحبون المعلّم الفعّال الذي يفرض النظام داخل الصف ويزرع بداخلهم حب التعلم والقدوم إلى المدرسة ، ويجب أن يكون المعلم نفسه قدوة حسنة للمتعلمين في النشاط والحيوية بتصرفاته لا بأقواله وصدق أوليفر جولد سميث حين قال " إلقاء موعظة بتصرفاتك أفضل من إلقائها بشفتيك ".