**

خلال حضور سموه تشييع الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا، قال سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، حفظه الله، للملك تشالز الثالث عند تقديم واجب العزاء إليه: «هناك مكانة خاصة للملكة اليزابيث الثانية في قلب الكويت قيادة وشعابا».

كانت كلمة سموه معبرة وصادقة حملت كل الحب والتقدير من قبل الكويت حكومة وشعبا ولبريطانيا العظمى دور كبير في نهضة الكويت وفي العديد من المجالات، فلبريطانيا مواقف لا يمكن أن ننساها نحن أبناء الكويت، فقد تصدت لقاسم العراق عندما حشد جيشه على الحدود الكويتية مهددا باحتلال دولتنا مدعيا أن الكويت جزء من العراق، وأنه يسعى لاسترجاع هذا الجزء إلى العراق، وهنا تسارعت القوات البريطانية فأرسلت البوارج البحرية لتدافع عن استقلال الكويت.

ولقد عقدت الجامعة العربية لبحث موضوع تهديد العراق باحتلال الكويت وإجلاء القوات الأجنبية، فرد المغفور له بإذن الله سمو الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم: «لو خرجت القوات البريطانية.. من يمنع قوات قاسم العراق من احتلال الكويت؟» هنا تدخل الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر وتعهد بإرسال قوات عربية لتحل مكان القوات الإنجليزية، وباشر عبدالناصر بإرسال أول فوج من القوات العربية إلى الكويت لحماية أمن الكويت وكانت قوات الجمهورية العربية المتحدة أثناء الوحدة بين مصر وسورية.

كذلك ساهمت القوات البريطانية في حرب تحرير الكويت عام 1990 لطرد قوات صدام العراق الذي دخل الأراضي الكويتية غازيا ومحتلا ومدعيا أنه استعاد هذا الجزء الذي أسماه بالمحافظة السابعة عشرة، إلا أن القوات البريطانية بالتعاون مع القوات الدولية التي تشكلت لتحرير الكويت استطاعت أن تطرد قوات صدام من الكويت، وأن تزيل الاحتلال، ويتم التحرير الكامل لكل الأراضي الكويتية، فهناك علاقة تاريخية وحميمة بين الكويت وبريطانيا التي ساعدت الكويت في العديد من المواقف السياسية ومنها الاعتراف باستقلال الكويت وقبولها في الأمم المتحدة.

ومن هذا المنطلق، كانت كلمة سمو ولي العهد إلى الملك تشالز الثالث بأن للملكة اليزابيث مكانة خاصة ورفيعة في قلوب الكويتيين الذين عبروا عن مشاعرهم تجاه رحيل الملكة اليزابيث الثانية.

من أقوال المغفور له بإذن الله، سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه: «صونوا أمكم الكويت، فلن تجدوا لها مثيلا أو بديلا، وحافظوا عليها واحفظوا نعمها الله يحفظكم».

والله الموفق.

الأنباء