آراء ومقالات المزيد

حدث | الإهمال في شارع فهد السالم - بقلم : د. سعود محمد العصفور

02/02/2023 12:46 ص
حدث | الإهمال في شارع فهد السالم - بقلم :  د. سعود محمد العصفور
**

عنوان يدل دلالة أكيدة على موضوعه الذي نحن بصدده، والأمر بات هاجساً لكل صاحب ذوق غيور على تراث الوطن ومكوناته، فشارع فهد السالم له المكانة الكبيرة في نفوس أهل الكويت في الماضي والحاضر، أما اليوم فصار ضحية الإهمال الذي جعله في صورة غير لائقة حضارياً، وغيبه عن أنظار رواد النهضة الحديثة والمعاصرة، فالكثير من العمارات التي كانت تزهو بمحالها التجارية غادرها أهلها، وأضحت خاوية بانتظار الهدم والبناء الذي طال انتظاره.

إن تخطيط المدن الذي هو من لواحق علم جغرافيا لا بد من تفعيله وتأصيله والاستعانة به في وضع التصاميم والمخططات اللائقة بمدينة الكويت كعاصمة لها وما يتصل بها من نمو عمراني تتم فيه المزاوجة بين القديم والحديث، ليظهر بصور جمالية تليق بتاريخ الكويت في شتى مراحله وعصوره. من هنا يجب أن نلفت النظر إلى أخطاء جسيمة وقع بها من بنى منشآت يتفق الجميع على مخالفتها للذوق العام والمنطق، ولنا في مواقف المستشفى الأميري عبرة، فكان الأليق ألا تكون هذه المواقف قبالة البحر في شارع الخليج العربي، وإنما يكون المستشفى في مبانيه الرئيسية يطل على البحر مباشرة.

واليوم نلفت النظر لتدارك الأخطاء التي على شاكلة المستشفى الأميري، فشارع فهد السالم لا يمكن أن يكون تكرراً لأخطاء يمكن تفاديها لو أجدنا التخطيط الأنسب في جعله قبلة للسائحين في الداخل والخارج، ولماثل في جماله وتنوع محاله شوارع المدن الشهيرة في الشرق والغرب.

فلا يزال هذا الشارع يعاني إهمالاً غير مبرر، وزاد الأمر سوءاً تلك العمارة التي يقع خلفها قصر العدل وحديقة البلدية فقد خصصت العمارة كمواقف للسيارات وأخذت مساحة كبيرة من واجهة شارع فهد السالم، وأضحت في شكلها كسفينة المواشي في طوابقها وتأبى النفوس، ويأبى الذوق العام أن تكون هذا العمارة وما شاكلها كواجهة لهذا الشارع العزيز على قلوب أهل الكويت.

ولقد كتبت مقالاً سابقاً في القبس عن هذا الشارع وأهميته الحضارية بعنوان: «شارع فهد السالم.. شارع الجهراء قديماً» بتاريخ 31 يناير 2018، وأوصيت بالعناية به لأنه كان هو وشارع سالم المبارك الذي يقع بالسالمية يمثلان قلب الكويت النابض في الماضي، ولابد من تأهيلهما ليصبحا من معالم الكويت الحديثة لما لهما من أهمية تاريخية بالغة.

إنها صرخة غيور على تراث وجب أن يلتفت إليه في كل نادٍ. إنها مسؤولية تقع على صانعي القرار في وزارات وجهات الدولة المعنية بهذا الأمر وعلى رأسها بلدية الكويت ووزارة التجارة والصناعة، فلا يجب منح تراخيص لمبانٍ أو محال تشوه جمال شارع مثل هذا الشارع المؤصل تاريخياً.

القبس

التعليقات

ادارة الموقع غير مسئولة عن تعليقات المشاركين واى اساءة يتحملها صاحب التعليق وليست ادارة الموقع

آراء ومقالات المزيد
كاريكاتير المزيد