آراء ومقالات المزيد

حدث | الترميم الروحاني - بقلم : شيخة العصفور

02/04/2024 12:33 ص
حدث | الترميم الروحاني - بقلم : شيخة العصفور
**

الحمد لله على نعـمه وفضـــله الكــريم، ها نحن مقبلون على العشر الأواخر من رمضان أعاده الله علينا باليسر والبركة وأعاننا على بقية صيامه وقيامه. والحمد لله، نحن ننعم كمجتمع مسلم بنعم كبيرة وعظيمة منها الأمن والأمان والرخاء وكثرة المؤن، لله الحمد والمنة.

لكن الكثير من أبناء أمتنا اليوم يقابلون النعم بالعصيان، فما يحدث من مظاهر جهل وفوضى مرفوضة دينيا لا تمثل شهر رمضان وليست منه إنما هي عادات وسلوكيات تنم عن الجهل بحقائق الأمور وغفلة القلوب، ومنها: الطرب، واللهو، واللغو، والموائد المتلونة والمتكلفة، والتشدق عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتنافس الباطل بالإسراف والتبذير، والمبالغة الشديدة في عادة القرقيعان، التي باتت من الأمور المزعجة في رمضان، إلى جانب المظاهر والأزياء اللافتة وزركشة المظاهر بالحلي المبالغ فيها وغيرها، كذلك الفرق الموسيقية وإقامة الحفلات باهظة الثمن واللهو بتوافه الأمور، كذلك وضع الزينة وأشكال الهلال الكبير والنجمة والفوانيس المرصوصة أمام المنازل.

إنها عادات وسلوكيات خطيرة على حاضرنا وعلى الجيل القادم، فالصغار اليوم ستكون ثقافة رمضان بمستقبلهم كامنة في الإسراف والتبذير والتكلف.

ومن أصول شهر رمضان:

- الانسلاخ من مظاهر الحياة الترفيه.

- البساطة

- نبذ التكلف

- الراحة النفسية

- القناعة

- العبادة الصرفة

- التقليل من كمية الطعام المعتاد عليه

- العمل الصالح خاصة فترة الصيام

- البعد عن مصادر الفتن وأهمها التلفاز والهواتف الذكية

- الإكثار من الصدقات

- صلة الرحم بشكلها البسيط المتواضع

- الامتثال إلى التواضع المعيشي

- قراءة القرآن

يقول الله عز وجل: (قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها)، وهو الهدف السامي من رمضان ألا وهو تزكية النفس بما يعود بالنفع على بني آدم بالصحة والمعافاة والبركة، والتجديد النفسي والروحاني والفكري والسلوكي والقيمي (الأخلاق) والعقلي، مما يكفل للمؤمن حياة صحية سليمة ترتقي بصاحبها لأن يكون لائقا بعبادة الله عز وجل، ولا شك أن جميع ما سبق يعد انعكاسه.. إيجابية على المجتمع بأكمله حتى ينعم بالرقي والحضارة والقوة.

وأخيرا وليس بآخر، شهر رمضان رحمة لأمة محمد صلى الله عليه وسلم من أجل عملية الترميم لا التخريب، وأقصد بذلك أن يرمم المسلم ما أسرفه من سلوكيات آثمة خلال عام مضى، فقست فيه القلوب وسقمت فيه الأرواح والنفوس، فيأتي شهر رمضان رحمة للعالمين لأجل الترميم الروحاني مع الله عز وجل والترميم البدني لصحة قوية، والترميم للفكر من حيث التنظيم والارتقاء والترميم للنفس بجمع شتاتها بعد أن دست بالفتن وتشتت، فينعم المؤمن بتزكية نفسه واستقرارها وهدوئها.

lines_title@

الأنباء

التعليقات

ادارة الموقع غير مسئولة عن تعليقات المشاركين واى اساءة يتحملها صاحب التعليق وليست ادارة الموقع

آراء ومقالات المزيد
كاريكاتير المزيد