آراء ومقالات المزيد

حدث | التسوّل.. واليد السفلى - بقلم : عادل نايف المزعل

02/04/2024 12:42 ص
حدث | التسوّل.. واليد السفلى - بقلم : عادل نايف المزعل
**

اعتاد أهل الكويت على أعمال الخير والتكافل منذ القدم، وهذه الصفة تعد من أهم صفاتهم ومثالا يحتذى، حيث نلاحظ الجمعيات الخيرية الكثيرة تنتشر في ربوع الكويت ويصل خيرها إلى كل بيت من بيوت المحتاجين.

لكننا نلاحظ هذه الأيام ظاهرة تغزو الكويت غزوا مبرمجا، حيث نشاهد في الأسواق وأماكن التجمعات وعند الجمعيات وداخل المساجد وطرق المنازل ظاهرة التسول المنظم الذي يقوم به محترفون يأتون من بلادهم بكروت زيارة، وبخاصة في شهر رمضان المبارك، حيث يقلهم من أتى بهم في جماعات وينزلهم بالقرب من المساجد والساحات والمجمعات والمستشفيات ليقوموا بالتسول ثم يجمعهم بعد ذلك ليحصي غلتهم.

وتذكر بعض التقارير أنه قبل دخول شهر رمضان تدخل أعداد كثيرة من المتسولين إلى مختلف مناطق البلاد، وأن المتسولين يترقبون قدوم شهر رمضان للتنسيق مع ذويهم داخل الكويت الذين يقومون بإرسال تأشيرات الزيارة اليهم أو يشترونها لهم ليمكثوا في البلاد شهرين أو ثلاثة أشهر، وتكون الغالبية العظمى منهم من النساء، كما تذكر التقارير أن الأقل مهارة يحصل على حوالي 30 إلى 40 دينارا تقريبا حصيلة التسول يوميا، أي إن المتسول القادم إلى الكويت يجمع خلال وجوده في البلاد ما يزيد على 4000 أو 5000 دينار، والتي تعد ثروة في موطنه الأصلي، فضلا عن أن هذه الظاهرة ظاهرة مؤذية وغير آدمية ولا حضارية ولا يقرها الإسلام، كما تشوه وجه الكويت الحضاري وتهدد السلم الاجتماعي.

والسؤال الآن: كيف لنا أن نطهر البلاد من هذه الفئة المندسة بيننا، والتي تظهر الكويت كأنها بلد غاب عنه التكافل والجمعيات الخيرية؟

إن مواجهة هذه الظاهرة الدخيلة لا تأتي إلا بالضرب بيد من حديد على كل من أتى بكل هؤلاء المتسولين وأدخلهم الكويت ليمارسوا فيها هذه المهنة الحقيرة، .

إن الجمعيات الخيرية ولجان الزكاة لم تقصر، والتي تحصي تقريبا كل الأسر المتعففة والمحتاجة، وتعد لها مساعدات عينية ومادية، أما هؤلاء المتسولون وهم خارج الحسابات فيعتبرون شوكة في خاصرة وحضارة الكويت وتحضرها.. لا للتسول، ولا لتشويه صورة الكويت ناصعة البياض.

إن أمر القضاء على هؤلاء المتسولين سهل وميسور، ويكمن في حصر هؤلاء ومعرفة جنسياتهم وإبعاد من أتى بهم إن كان من غير الكويتيين، وأن يعاقب من أتى بهم من الكويتيين، فلن نضحي بسمعة الكويت ولن نقف متفرجين على من يلوث الثوب الأبيض ثوب العطاء.

لو جلس الناس أجمعين ليتذاكروا أعمال البر والمساعدة التي تقدمها الكويت للإنسانية جمعاء لأشرق وجه الكويت فرحا بما قدمته.

يقول الشاعر:

ومن يك ذا فضل فيبخل بفضله

على قومه يستغن عنه ويذمم

اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها، ومن عليها من المخلصين من كل مكروه.

اللهم آمين.

Adel.almezel@gmail.com

الأنباء

التعليقات

ادارة الموقع غير مسئولة عن تعليقات المشاركين واى اساءة يتحملها صاحب التعليق وليست ادارة الموقع

آراء ومقالات المزيد
كاريكاتير المزيد