آراء ومقالات المزيد

حدث | التوعية الصحية - بقلم : د. هند الشومر

06/12/2021 12:51 ص
حدث | التوعية الصحية - بقلم : د. هند الشومر
**

إن من يقوم بتوعية المجتمع عن القضايا والتحديات الصحية يجب أن تكون رسالته مستندة إلى أرقام ومؤشرات علمية دقيقة وحديثة لأن التوعية ليست رسائل جوفاء بل رسائل ذات مغزى ومعنى وتهدف إلى تحقيق أهداف معينة فلذلك كان من الضروري توفير إحصاءات دقيقة عن التحديات والمشاكل الصحية التي يجب التصدي لها دون تهوين أو تضليل فلا معنى للرسائل المبالغ بها بهدف إحداث تغيير سريع.

ومن آن لآخر تنشر المواقع تصريحات على لسان بعض الزملاء الذين يتحدثون عن مشاكل صحية وكأن الكويت هي الأولى في معدلاتها بينما في الحقيقة هي عكس ذلك حيث لا يوجد أي دليل علمي بتقارير منظمة الصحة العالمية أو تقارير الجهة المسؤولة عن إعداد ونشر المعلومات الصحية بالدولة فتكون نتائج مثل تلك التصريحات كارثية ويفقد المجتمع الثقة بها.

لذلك فإن الدقة في الحصول على الإحصاءات الدقيقة واستخدامها بالتوعية المبنية على الأدلة والبراهين والدراسات يجب ألا نغفل عنها وأن نحرص على الحصول عليها سواء من التقارير الرسمية الموثقة أو من نتائج المسوحات الصحية العلمية وفقا لأساليب وأدوات تبعث على الثقة في نتائجها ومؤشراتها.

وعادة تحرص الدول على إجراء المسوحات الصحية بصورة دورية كل خمس سنوات لتحديث العديد من المؤشرات والمعلومات أمام واضعي السياسات ومن بينها سياسات وخطط التوعية الصحية وكذلك لاستكمال قاعدة البيانات عن الإحصائيات من المستشفيات والمرافق الصحية حيث ان إجراء المسوحات الصحية بصورة دورية يوفر ما يحتاج اليه الجميع من معلومات دقيقة وحديثة ويقطع الطريق ويجهض أي محاولات سواء بقصد أو من غير قصد لنشر معلومات مبالغ بها وغير دقيقة وخصوصا من جانب بعض المسؤولين في بعض المناسبات الصحية.

وإن توفير المعلومات الدقيقة والموثوق بها عن التحديات الصحية وإتاحتها للجميع ونشرها يدخل ضمن الحق في المعرفة بما لا يتعارض مع خصوصية المرضى.

ويجب على جميع الجهات التي تصدر المعلومات والمؤشرات عن التحديات الصحية أن تضع الخطط لنشرها أولا بأول على المجتمع وإتاحتها لجمعيات النفع العام ذات العلاقة بالصحة بسهولة ويسر مثل المعلومات المتعلقة بأمراض القلب وعوامل الخطورة المؤدية إليها سواء التدخين أو التغذية غير الصحية أو الخمول البدني أو ارتفاع الدهون بالدم ونتائج الدراسات والبحوث في هذه الأمور دون تهوين أو مبالغة لأن جمعيات النفع العام شريك رئيسي في التصدي لتلك التحديات بالتوعية المرتكزة على الأدلة والبراهين العلمية الدقيقة ولنستفد من الصحة الرقمية لإدارة المعلومات ونشرها وإتاحتها لجميع الشركاء الذين يتحملون مسؤوليات حيال المجتمع ولا نبخس دورهم في القرارات والاتفاقيات الدولية المتعلقة بتحقيق الصحة والرفاهية ضمن الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر التي اعتمدت في قمة الأمم المتحدة التاريخية للتنمية المستدامة في نيويورك في سبتمبر 2015 وتلتزم جميع الدول بها حتى تتحقق أهدافها بحلول عام 2030.

الأنباء

التعليقات

ادارة الموقع غير مسئولة عن تعليقات المشاركين واى اساءة يتحملها صاحب التعليق وليست ادارة الموقع

آراء ومقالات المزيد
كاريكاتير المزيد