**

تتباهى الأمم بسجلها النظيف ومراعاتها لحقوق الإنسان، هذه الحقوق التي نظمها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والتزمت به الدول التي وقعت عليه، أو من منطلق أن البعض يتباهى باحترامه هذه الحقوق، ونحن في الكويت حريصون كل الحرص على أن تكون صفحة الكويت بيضاء خالية من أي هدر لحقوق الإنسان.

سجل الكويت في حماية حقوق الإنسان ناصع البياض، لكن فئة قليلة باعوا ضمائرهم تتسبب في تلويثه، حيث ارتضوا لأنفسهم أن يتربحوا ويكسبوا على حساب دماء الفقراء والمساكين من العمالة الهامشية، وهؤلاء لا يرون أبعد من أنوفهم ولا يهمهم لا من قريب أو بعيد أن تكون سمعة الكويت عرضة للاتهامات بهدر حقوق الإنسان، لأنهم ببساطة شديدة يستعبدون الناس، فالوزارات تتعاقد مع الشركات لتقوم بأعمال معينة كالنظافة والحراسة وغيرها وتحسب للعامل راتبا محددا عن كل شهر، إلا أن هذه الشركات تأتي وتبخس حقوق العامل وتتعاقد معه بأقل من هذا المبلغ المتفق عليه مع الجهات المختلفة، ولا تكتفي بذلك بل تتأخر في دفع مستحقاتهم لثلاثة أو أربعة أشهر وتدفعهم للإضرابات التي تسيء إلى سمعة الكويت.

فمن أين يأكل هؤلاء العمال البسطاء؟ ومن أين ينفقون على أسرهم في بلدانهم؟! إنهم في هذه الظروف اللاإنسانية التي فرضتها عليهم بعض الشركات المستكبرة الظالمة أصبحوا قنبلة موقوتة تهدد أمن الكويت وسمعتها، فالجوع لا يعرف القيم، والجائع لا يرى إلا طعامه، وحتى لا يشار إلينا كآكلين للحوم البشر الذين يعيشون على لحوم ودماء العمالة البائسة، يجب على الجهات المسؤولة في الدولة أن تكون حازمة وتضرب بيد من حديد وتوقف التعامل مع هذه الشركات.. ارفعوا شعار «لا للتنفيع» وقدموا سمعة الكويت على كل اعتبار. وقد رغب نبينا صلى الله عليه وسلم في سرعة إعطاء الأجير حساب تعبه وجهده سريعا فور انتهائه من عمله، وذلك بنص صريح في الحديث الشريف: عن عبدالله بن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه».

أما الشركات الظالمة فنقول لها: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟ فتعسا لمن يتاجر بسمعة الكويت، وتعسا لمن يقدم مصلحته على سمعة الوطن.

احذروا دعوة المظلوم، قال الله سبحانه وتعالى فيما رواه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحديث القدسي: «يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا».

وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة»، والظلم هو وضع الشيء في غير محله باتفاق أئمة اللغة.

قال الشاعر:

حسبي من الحب أني بالوفاء له

أمشي وأحمل جرحا ليس يلتئم

وما شكوت لأني إن ظلمت فكم

قبلي من الناس في شرع الهوى ظلموا

فاظلم كما شئت لا أرجوك مرحمة

إنا إلى الله يوم الحشر نحتكم

اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها ومن عليها من المخلصين من كل مكروه، اللهم آمين.

Adel.almezel@gmail.com

الأنباء