آراء ومقالات المزيد

حدث | القراءة مفتاح الحضارة - بقلم : شيخة العصفور

22/03/2024 12:19 ص
حدث | القراءة مفتاح الحضارة -  بقلم : شيخة العصفور
**

من المتعارف عليه أننا أمة «اقرأ»، وذلك بسبب نزل أول سورة على الرسول صلى الله عليه وسلم ألا وهي سورة «العلق» المبتدئة بـ «اقرأ باسم ربك الذي خلق»، كما تم ذكر كلمة اقرأ ومشتقاتها في أكثر من موضع بالقرآن الكريم، وذلك لأهميتها في الصناعة الإنسانية.

ومن أهم الآيات التي تدعو لأهمية الدراسة والقراءة والعلم قوله تعالى: (ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عباداً لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون) (آل عمران: 79)، ومن خلال الآية الكريمة السابقة يتبين لنا أن القراءة والدراسة والعلم هي مصادر الصناعة الإنسانية من خلال التربية الصالحة والتي على أساسها تبني ثلاثة أصول مهمة في سلوك الفرد ألا وهي: «الإخلاص في العبادات - حصيلة قيم أخلاقية - زيادة علم معرفة بالله عز وجل»، وتلك الأصول أساس طاعة الخالق، حيث لا تكتمل طاعة الفرد لخالقه إلا بتلك الأصول التي من شأنها صناعة القوام الإنساني ،وبالتالي يرتقي الفرد ليليق بعبادة الله عز وجل.

وعليه، فما يحدث اليوم من ضرب للقيم وكسر للمبادئ الإسلامية من خلال بعض وسائل الإعلام (الإعلام الفاسد) والانحدار القيمي للأسرة (إلا من رحم ربي) وهزالة مخرجات التعليم، كل ذلك يجتمع في مصب اندثار الحضارة الإنسانية التي من شأنها ضعف وتهتك قوة مجتمعاتنا الإسلامية.

من ناحية أخرى، يلاحظ في يومنا هذا نتائج استخدام التكنولوجيا وبالأخص الأجهزة الذكية على السلوك الإنساني بعد مرور أكثر من عقدين من الزمن، ومن أهم تلك النتائج أمران: قلة سعة الصبر - وضعف التركيز، وذلك مما انعكس على قدرة أبنائنا على الحفظ والفهم (إلا من رحم ربي)، وهم قليلون، فالتكنولوجيا جعلت القلوب لاهية بالملذات أهمها ألوان الطعام، وبهرجة الموائد، والموضة، وأخبار الرويبضة وغيرهم من الذين يستميلون الشباب إلى الإغواء والإغراء المعيشي.

هدف المقال يكمن في: كيف نحمي أبناء مجتمعنا من الضعف الفكري والسلوكي الذي اعترى الكثيرين، والذي انعكس على أمور كثيرة تهدد الأمن الاجتماعي والفكري للمجتمع.

إن التركيز على أهمية القراءة مهمة ومسؤولية كل فرد مسلم يوجب علينا تنمية مهارات القراءة لدى الشباب اليوم سواء كانت كمية أو نوعية، والأخيرة أهم وأقوى في مردودها الثقافي.

كذلك يجب تفعيل الشراكة المجتمعية التي من شأنها النهوض بالقراءة عند بعض الكسالى الذين أصبحوا كثرا في مجتمعاتنا، فلا يوجد سبيل أخرى للنهوض الإنساني غير القراءة، فهي غذاء العقل والروح، وانعكاساتها الصحية والنفسية والفكرية كبيرة وفذة على الصناعة الإنسانية.

lines_title@

الأنباء

التعليقات

ادارة الموقع غير مسئولة عن تعليقات المشاركين واى اساءة يتحملها صاحب التعليق وليست ادارة الموقع

آراء ومقالات المزيد
كاريكاتير المزيد