**

نبارك لرئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ أحمد النواف ثقة صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، وسمو ولي عهده الأمين الشيخ مشعل الأحمد، حفظهما الله، ونسأل الله أن يوفقه في مهمته.

عندما أصبح الحل هو الحل لمجلس الأمة ولا حل سواه فقد لا يفهم البعض المعنى الحقيقي لحل مجلس الأمة ويظنونه هروبا من المواجهة، لكن الأمر ليس كذلك، فحل مجلس الأمة جاء إنقاذا للكويت من الصراعات، فقد كانت أسباب الحل هي ممارسات وتصرفات تهدد الوحدة الوطنية، ناهيك عن عدم التوافق وعدم التعاون والاختلافات والصراعات وكذلك تغليب البعض مصالحهم الشخصية!

والمغزى من حل مجلس الأمة هو العودة للقاعدة الشعبية العريضة من أبناء الكويت المخلصين والاحتكام إليهم فيمن يمثلونهم، وما يحمله هؤلاء النواب من أفكار وآراء وخلافات وتباين في الرؤى وتكريس لمفاهيم خاطئة من الديموقراطية الكويتية، ومعناه أنك أيها الناخب مشارك معنا في القرار فإن كنت تحب وتؤيد هؤلاء النواب في كل ما يحملونه فأعد انتخابهم ليعودوا إلى مجلس الأمة بنفس الأفكار ونفس الأزمات، وإن كنت لا توافقهم فلا تعطهم صوتك فصوتك أمانة ستحاسب عليه أمام الله سبحانه وتعالى، فلا تؤيد من يتسبب في التأزيم، وبذلك تتغير تركيبة المجلس، وتصل إليه وجوه جديدة تحمل فكرا جديدا ورؤى جديدة، وتتعاطى مع الأحداث والمشاكل والقضايا الكويتية بأسلوب آخر.

فحل مجلس الأمة هو الاحتكام للشعب فيما يمثله، وهنا ألقى صاحب السمو الكرة في ملعب الشعب الكويتي ليحسم اختيار من يمثله، وحتى يتحمل الناخب الكويتي الذي يدلي بصوته لمرشح ما عليه إلا أن يتجرد من العصبية القبلية والطائفية ويقدم الكويت على من سواها، وعليه أن يتحزب للكويت لا لحزب أو مذهب، فالكويت أولا وثانيا وثالثا، وعليه أن يعي أن الكويت أمانة في عنقه، وأن أمير البلاد قد أعاد الأمر إليه ليحسن اختيار من سيمثله ويتابع مصالحه، لا نريد نائبا تلفزيونيا يرتفع صوته بالصياح ويسيء استخدام حق الاستجواب والسؤال، لا نريد نائبا يفصل القوانين من أجل مصلحته، ويفكر فقط في أن يملأ خزائنه من أموال الكويت، لا نريد نائبا يمطر الوزراء بأسئلة تحتاج إلى مجلد للإجابة عنها، والهدف من ورائها إضاعة وقت المجلس والوزراء.

نريد نائبا واعيا لطبيعة المرحلة التي تمر بها الكويت، حقيقة أن الكويت تأخرت عما حولها من دول الخليج وهي كانت درة ولؤلؤة الخليج، نريد نائبا ولاؤه للكويت لا لمذهب أو دولة او قبيلة، نريد تفعيلا حقيقيا لقانون «من أين لك هذا» يطبق على الكل من أين اكتسبه وبأي وسيلة؟ نريد إقرارا للذمة المالية للنواب قبل دخولهم المجلس وبعد خروجهم منه حتى لا تشوب عضوية نائب مجلس الأمة أي شائبة.

هذا هو الطريق لاختيار ممثلين للشعب الكويتي عمية من الشر أعينهم بطيئة عن الباطل ارجلهم يصلون الليل بالنهار من أجل الغالية أمهم الكويت وولاؤهم للكويت ولمصلحة الكويت.

قال تعالى: (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة).

أمام سمو الشيخ أحمد النواف إصلاحات كثيرة، من أهمها استرجاع الأموال المنهوبة والقضاء على الفساد والمفسدين وتخفيف الأعباء المالية على المواطنين وتحسين التعليم والصحة وتقليص فترة انتظار السكن.

أعانك الله يا سمو الرئيس على تحمل هذه المسؤولية الكبيرة، فأنت أهل لها، والشارع الكويتي متفائل بك.

اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها ومن عليها من المخلصين، اللهم آمين.

Adel.almezel@gmail.com

الأنباء