**
يعيش الإنسان اليوم في تطور تقني وثورة علمية هائلة في شتى مجالات الحياة سواء اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية أو علمية أو تربوية، هذه الثورة فتحت آفاقاً جديدة في التعليم والتعلم، وساعدة في دخول ابتكارات حديثة وجديدة في عملية التدريس داخل الفصول الدراسية، ومن هذه الابتكارات تقنية الواقع المعزز التي حظيت بتركيز كبير لتنوع استخداماتها فهي لا تقتصر على مجال معين، أما تعريف الواقع المعزز فتعددت التعريفات التي توضح معناه، ولكن يمكن تلخيصه بأنه تقنية تعليمية حديثة ثلاثية الأبعاد يتفاعل معها الطالب بحواسه كحاسة البصر وحاسة السمع وتعمل على مزج العالم الحقيقي بالعالم الافتراضي فهي مزيج بين الحقيقة والخيال وتشكل صورة افتراضية في بيئة شبيه جداً بالواقع، مما يتيح فرصة أمام الطالب لاكتشاف واكتساب معارف وخبرات جديدة ومعلومات قد يصعب الحصول عليها بالعين المجردة، تمتاز هذه التقنية بأنها مرنة وقابلة لتطبيق مع جميع المواد الدراسية بحيث تكون هذه التقنية تحت تصرف المتعلم فيتفاعل المتعلم مع هذه البيئة بنفسه، فوجود تقنية الواقع المعزز في المدارس وتحديداً في المواد العلمية تعتبر ضرورة لابد منها، نظراً لكون المواد العلمية تعتمد على الملاحظة والتجربة والتطبيق أولاً، فهذه التقنية تشجع على التفكير الابتكاري، مما يؤدي إلى خلق جيل قادر على الإبداع والابتكار ومواكبة التغيرات السريعة والحديثة.
ومن تطبيقات تقنية الواقع المعزز في مواد العلوم، استخدمت هذه التقنية في مجال الكيمياء واستطاعوا من خلال الواقع المعزز فهم حركة العناصر المتناهية في الصغر كالجزيئات والذرات وأيضاً في بعض الموضوعات كتطور النماذج الذرية والروابط الكيميائية وغيره من الموضوعات المجردة التي تحتاج إلى تبسيط أكثر، أما في مجال الجيولوجيا تمكن المتعلمون من فهم حركة الصفائح التكتونية وماذا ينتج عن هذه الحركة بمساعدة أشكال رقمية ثلاثية الأبعاد وأيضاً طبقات الأرض والتراكيب الجيولوجية المختلفة والبيئات التي يصعب التواجد فيها كأماكن البراكين والزلازل. وكذلك الأمر بالنسبة لمجال الأحياء فلعبت هذه التقنية دوراً كبيراً في هذا المجال ففي علم التشريح يتم عرض أعضاء جسم الكائن الحي فيتمكن الطالب من فهم كل عضو وكيفية عمله في ثلاثة أبعاد كما لو كانت حقيقة وأيضاً في بعض الموضوعات كحمض DNA والأحماض الأمينية. وكذلك ساعد تطبيق تقنية الواقع المعزز في مجال الفيزياء في تبسيط المفاهيم المجردة بشكل أفضل في معادلات الحركة والسقوط الحر وكذلك في خواص المادة،
ومن أبرز البرامج التي تدعم تقنية الواقع المعزز: HP Reveal, Hologo and Quiver Education.
فتكمن أهمية هذه التقنية في تشجيع الطلاب على الابتكار والإبداع وحب الاستطلاع وتبسيط المفاهيم المجردة التي لا يمكن إدراكها بسهوله وأيضاً يساعد في الفهم العميق للمحتوى العلمي مما يساهم في الاحتفاظ بهذه المعلومات في الذاكرة لفترة طويلة، ومن أهم ما تقوم به هذه التقنية في الحصص الدراسية هو خلق جواً تعليمياً نشطاً ومميزاً يثري خيال المتعلمين ويحفزهم ويدفعهم نحو التعلم في جو مليئ بالمتعة والمرح.
فلابد من تطبيق هذه التقنية في مناهجنا الدراسية في دولة الكويت لما لها من فائدة عظيمة وتدريب المعلمين وتحفيزهم للإلمام بهذه التقنية بجميع جوانبها لكي يتمكنوا من استخدامها بشكل صحيح لتحقيق الأهداف المرجوة، فهنا يصبح للمعلم دوراً عميقاً في تعليم الطلاب كيفية الإعتماد على أنفسهم في البحث عن المعلومات واكتشافها لا فقط تلقين المعلومة، وأيضاً يجب تشجيع طلاب الجامعات على تصميم وتطوير برامج الواقع المعزز لما لها من مستقبل واعد في مجال التعليم بشكل خاص وأيضاً مجالات أخرى كالسياحة والتدريب العسكري.
ادارة الموقع غير مسئولة عن تعليقات المشاركين
واى اساءة يتحملها صاحب التعليق وليست ادارة الموقع