آراء ومقالات المزيد

حدث | الوحدة الوطنية - بقلم : عادل نايف المزعل

17/01/2022 12:05 ص
حدث | الوحدة الوطنية - بقلم : عادل نايف المزعل
**

إبان الغزو العراقي الغاشم على بلدي الغالي الكويت، تجلت ولله الحمد الوحدة الوطنية في أروع صورها، وبدا المجتمع الكويتي متماسكا بكل طوائفه، ملتفا حول قيادته الشرعية، رافضا الغزو والغزاة، ولم يستطع العراقيون أن ينفذوا إلى هذا الشعب المخلص أو يجدوا متعاونا واحدا معهم، وتحرك الجميع سنة وشيعة لمواجهة الغزاة، وضربوا أروع الأمثلة في البطولة والفداء، مقدمين الكويت على الحزبية البغيضة، ولم يكن هذا السلوك غريبا على الكويتيين، فهم على امتداد تاريخهم لم يعرفوا الفرقة والانقسام ولم يعرفوا ولاء إلا للكويت ولأسرة الصباح، فما الجديد الذي حدث الآن؟! وما هذه النعرات الطائفية التي تستأسد بالخارج؟! الذي نعرفه ان الدين لله سبحانه وتعالى والكويت للجميع، فالكويت تسعنا جميعا سنة وشيعة وكل الطوائف، فما هذه النعرات التي نشاهدها بالسخرية في السوشيال ميديا بالاستهزاء باللهجة الفارسية للرجال الكويتيين، وهذا لا يجوز، فكتابنا واحد وهو القرآن الكريم ونبينا واحد هو محمد صلى الله عليه وآله وسلم، لماذا نبحث عما يفرقنا ونهمل ما يجمعنا؟! فالإسلام والله ونبيه وكتابه يجمعنا جميعا، أما أوجه الخلافات الفقهية فهي مسائل لا مكان لها في حياتنا اليومية وعلاقتنا الأخوية ببعضنا البعض إذا كانت نظرة الإسلام للأنبياء والرسالات من قبله، وأقوال للأنبياء، وليس للمذاهب تتجلى في قول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم «مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى دارا فأتمها إلا موضع لبنة أنا موضع اللبنة جئت فختمت الأنبياء».

هذا موقف نبينا من الديانات السابقة، فما لنا ونحن مسلمين نختلف ونبحث عن الفرقة والفتنة، مما يهدد أمن وسلامة هذا الوطن، فالكويت منذ القدم لا توجد بها هذه النعرة الطائفية، سواء أكانت سنية او شيعية، فالولاء للكويت فقط، أقلام عميلة لها أجندة خاصه تدين بالولاء لغير الكويت تبث سمومها لتنخر في عظام الوحدة الوطنية، والصحافة الصفراء تفتح صفحاتها لأقلام مأجورة تهدد كيان امتنا وتثير الأحقاد والضغائن عن طريق قضايا خلافية ليس مكانها صفحات الصحف والسوشيال ميديا، وليست مادة لكل من يملك قلما وقناة وعرضه للإيجار لمن يدفع!

إن الكويت لا تحتمل بذور الشقاق والفرقة والفتنة الطائفية، ولنا في لبنان المشاكل والحروب التي شبت هناك عظة وعبرة، فقد دمرت الفتنة الطائفية لبنان وشردت أهله في بقاع العالم بأسره فرارا من الحرب الأهلية هناك.

وقانا الله وإياكم شر الفتنة، ولعن الله من ينفخ فيها، لقد آن الأوان ليكون ولاؤنا جميعا للكويت بكل طوائفها، ولتكن أقلامنا حرابا تدفع عن الكويت هذا الفكر المريض الوافد إلينا الذي يقسم المجتمع الكويتي المسلم إلى حزبية وطائفية، فإن كان هناك وجه للاختلاف والشقاق فهناك أوجه للاتفاق والوحدة فخذوا ما يجمعكم واتركوا ما يفرقكم، فالكويت أبقى منا جميعا ونبذل الغالي والنفيس للكويت الحبيبة.

قال تعالى (ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولٓئك لهم عذاب عظيم) صدق الله العظيم.

وقال الشاعر: بلادي الكويت سلمت لنا

وعشت مدى الدهر لي موطنا

اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها والمخلصين عليها، ونسأل الله أن تنقشع هذه الغمة من جميع دول، اللهم آمين.

Adel.almezel@gmail.com

الأنباء

التعليقات

ادارة الموقع غير مسئولة عن تعليقات المشاركين واى اساءة يتحملها صاحب التعليق وليست ادارة الموقع

آراء ومقالات المزيد
كاريكاتير المزيد