**

زماننا ونحن صغار كان يحسسنا أهلنا كأن رمضان شخص عزيز علينا، فنجلس في العواير (وهي زوايا البيت الخارجية) ندعو أن يعيده الله علينا بالرحمة والبركة، ونقول بلحن: الوداع يا رمضان شهر الطاعة والإحسان، وذلك تقديرا لهذا الشهر الفضيل، مع أننا لا نصوم لصغر سننا، لكن آباءنا زرعوا في قلوبنا حب هذا الشهر الفضيل، وكان ذلك في آخر يوم منه.

وبعد أن تغيب الشمس ذلك اليوم يدخل علينا أول شوال، وهو يوم عيد الفطر الذي نلتمس به الفرحة والسرور، وننتظر العيادي ونلبس الجديد الذي أعد لهذا اليوم.

إن لرمضان حبا تعلق في قلوبنا منذ الصغر، وعرفنا هذا الحب عندما كبرنا فتعلمنا من رمضان الشيء الكثير مثل زيادة الحسنات ونزول الرحمات وغفران السيئات.

هذا من الجانب الروحي، أما الجوانب الأخرى فتعلمنا الصبر وصلة الرحم ومساعدة المحتاجين والفقراء وطيب الكلام وإطعام الطعام.

إن رمضان مدرسة تربى فيها النفوس والقلوب وتقوم بها الأخلاق والسلوك، كما أنه نعمة من الله يهذب بها المسلمون ويرسخ إيمانهم حتى يبدأوا بعده بقلوب مليئة بالإيمان وعقول يديرها الإحسان، فيجددوا إيمانهم ويحصنوا إسلامهم.

mqarawi@hotmail.com

الأنباء