حدث | الوسائل التعليمية التي تعين المعلم في التدريس - بقلم : نعمه مفرج العجمي مقرر تدريس علوم م/ث د. عبدالله الهاشم كلية التربية - جامعة الكويت
26/04/2021 03:17 م
كاتب 1
**
الوسائل التعليمية
* تعريفها :
هي العنصر الثالث من عناصر المنهج، وهي وسائط تربوية يستعان بها عادة لإحداث عملية التعلم. أو هما كلُّ ما يقدَّم أو يسهم في تقديم مادة تعليمية ضرورية لعملية التعلُّم كما تضعها وتحددها الأهداف التعليمية ويستخدم كجزء أساسي متفاعل مع بقية إجراءات منظومة التدريس، أو بلغة أخرى فهي كل ما يوظَّف في إطار إجراءات التدريس لتحقيق الأهداف التعليمية([29]) . " وإذا اعترفنا بأن الطالب أحد عناصر عملية التدريس، والمنهج عنصر آخر، فإن طريقة التدريس هي أداة الوصل بين العنصرين، إذ إنه يتوقف على طريقة التدريس نجاح إخراج المنهج المقرَّر إلى حيِّز التنفيذ، وإفادة الطالب الدارس ونموه، ذلك لأن الطريقة تتضمن كيفية إعداد المواقف التعليمية المناسبة، وجعلها غنية بالمعلومات والمهارات والاتجاهات والقيم المرغوب فيها وترسم كيفية إعداد الوسائل التعليمية وتوفـير ما يناسـبها لتلك المواقف "
* شروطها :
أول ما يجب أن تلاحظه الوسائل :
أ ) مدى الحاجة إليها ، فهي وسيلة وليست غاية بحد ذاتها .
ب ) مدى ملاءمة الطريقة والوسيلة للهدف المحدَّد .
ج ) مدى ملاءمتها المحتوى ، كونها مرتبطة بالأهداف، وكون المحتوى ترجمة للأهداف . فيجب أن تكون جزءاً متكاملا مع مواقف التعلم، " وقد لوحظ أن كثيرا من طلاب كليات إعداد المعلمين يستخدمون في تخطيطهم لدروسهم في فترات التربية التعليمية وسائل ليست لها علاقة مباشرة بالموضوعات المراد تدريسها ، وهذا الأمر يؤدي في معظم الأحوال إلى عدم تحقيق أهداف الدرس ، بل ويكون من عوامل التشتت بالنسبة للتلاميذ"
د ) موقعها من المتعلم . أي أن تكون واضحة ويستطيع جميع الطلاب رؤيتها.
هـ ) دور المتعلِّم في صنعها أو تأمينها ، أو بمعنى مدى مشاركته فيها
و ) مدى توافرها .
ز ) ملاءمة فائدتها لثمنها .
ح ) الوقت المنفق على تأمينها .
ط ) إمكانية استخدامها في مواقف متكررة فتخدم أكثر من موقف تعليمي .
ي ) مراعاة خصائص نمو التلامذة ، بمعنى ملائمتها لمستوياتهم العقلية وخبراتهم وشخصياتهم .
ك ) توافر التنوع الذي يؤدي إلى نوع من التحفيز بعدما يثير مواقف واتجاهات تجعل المتعلم أكثر انتباها مما يبعد الصف عن الرتابة والملل .
ل ) عدم ازدحام الوسائل في غرفة الصف .
م ) أن تكون سهلة بسيطة غير معقدة ، بل أبسط من المفهوم المراد إيضاحه كيلا نحتاج أن نفسر الماء ولو بغير الماء ، فعليها أن تتصف بالدقة اللغوية والوضوح ، ولا ننسى أنها وسيلة وليست غاية ، علما أن البساطة لا تنفي الجاذبية .
ن ) أن تكون آمنة ، تعود بالمنفعة والفائدة المرجوَّتين ، وقد مرَّ معنا سابقا أثر بعض الألعاب على الأطفال بما يمكننا أن نسقط ذلك على الوسائل التدريسية.
وعلى العموم ، يمكننا أن نجمل هذه الشروط بشرط عام يغلِّفها جميعَها وهو أن تؤدي الهدف الذي وُضعت من أجله .
* أنواعها :
هناك أكثر من طريقة ووسيلة تصلح لتحقيق الأهداف . ولا شك أن اختيار الطريقة والوسيلة يعتمد في المقام الأول على مدى كفاءة المدرِّس ووعيه . نجمل هذه الأنواع بما يلي :
أ ) الوسائل البصرية : ( صور ، خرائط ، مجسمات ، جداريات .. )
ب ) الوسائل السمعية : ( تسجيلات .. )
ج ) الوسائل السمعية البصرية : ( أفلام ، مقابلات .. )
د ) وسائل مادية، من آلات ومواد كيميائية وغيرها..
ومن المفيد التأكيد هنا على أنه لا يوجد انفصال بين حواس الإنسان ، فالإنسان عندما يوجد في موقف ، فإنه يواجهه بصفة كلية شاملة ويتعامل معه على هذا الأساس .
لقد أثبتت البحوث والدراسات التربوية أن الحواس تساهم بالنسب المئوية الآتية في عملية التربية والتعليم : حاسة البصر : 83 % ، حاسة السمع : 11 %، حاسة الشم: 3.5 % ، حاسة اللمس: 1.5%، حاسة الذوق:1 % .
أجهزة الوسائل التعليمية
أ ـ أجهزة العرض الضوئية :
1ـ السبورة الضوئية "جهاز عرض فوق الرأسي "
2 ـ جهاز عرض الصور المعتمة " الفانوس السحري "
3 ـ جهاز عرض الصور الشفافة " الأفلام الثابتة والشرائح "
4 ـ جهاز عرض الأفلام الحلقية " أفلام اللوب "
5 ـ جهاز عرض الأفلام المتحركة " السينما "
6 ـ جهاز الفيديو
7 ـ جهاز طبع الشفافيات
8 ـ جهاز الطباعة باستخدام الكحول
ب ـ الأجهزة الصوتية :
1 ـ الإذاعة المدرسية
2 ـ جهاز التسجيل الصوتي
وبناء على ذلك يمكننا أن نضيف إلى الأنواع سابقة الذكر الرحلات والمشاهدات حيث تشترك كل الحواس في الموقف التعليمي الواحد ، حتى وإن كانت الاستخدام الأبرز في موقف ما كحاسة البصر أو السمع أو غيرهما . إلا أن هذا الاحتكاك المباشر مع البيئة خارج جدران الصف، لا شك لهو عامل أقوى في تثبيت المعلومات وإدراكها على حقيقتها ، فضلا عما يحدثه من أثر نفسي إيجابي يحققه الخروجُ عن الأداء الروتيني مكاناً وهو الصف ، وزماناً وهو الحصة الرسمية المحدَّدة بين قرعي جرس، الأمر الذي سيسهم فيما بعد، ولا شك ، في الانخراط الطبيعي في منظومة الكون، وبقدر ما يتسع، وهذا ما تطلبه فطرة الله عز وجل التي فطر الناس عليها، وطلبه القرآن الكريم في أكثر من موضع :﴿ أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ اتَّقَواْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ ﴾ [ يوسف: 12/109 ] ﴿ قلْ سِيرُواْ فِي الأَرْضِ ثُمَّ انظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ﴾ [الأنعام :6/11]
ويدخل من ضمن الوسائل أيضا شروحات المدرِّس وتوضيحاته ، الأمثال التي يضربها والقصص التي يوردها ، والقرآن الكريم أعظم شاهد على ضرب المثل وإيراد القصص ولنا في هذا الموضع غنى عن التكرار لِمَا كنا عرضنا في فصل سابق من أساليب التربية القرآنية .
* أهميتها :
تكمن الأهمية في المساعدة لتحقيق، الهدف الذي لأجله أُعدَّت الوسيلة ، عبر إيضاح الغامض وتسهيل التعلم وذلك كونها :
أ ) تهيئ خبرات محسوسة للتلاميذ ، فتساعد في تعزيز الإدراك الحسي، ومعلوم أنه كلما اشتركت في الموقف التعلمي الواحد أكثر من حاسة كان التعليم فعالا وأسرع وأثبت في الذهن .
ب ) وتساعد بعد ذلك على نقل الطلاب من مرحلة المحسوسات إلى مرحلة المجردات .
ج ) تساعد على نقل الأفكار بصورة صحيحة .
د ) تشجِّع على التفكير السليم .
هـ ) تساعد على تكوين الاتجاهات الايجابية المرغوب في تكريسها وغرسها والتي تمثل انعكاسا أو ترجمة للأهداف المرصودة سابقا والمرجو تحقيقها من خلال الرحلات والأفلام والتسجيلات ..
و ) تخلق جوا من الإثارة والتحفيز، كونها تثير في المتعلِّمين حب الاستطلاع في جو مشوق ورغبة أكيدة.
ز ) تساعد على التذكر وبالتالي تسهم في سرعة التعلُّم .
ح ) تساعد على تقوية الفهم وبالتالي تسهم في ترسـيخ المفهوم وتثبيته في الذهن .ط ) تضيف خبرة جديدة للمتعلِّمين .
ي ) توفِّر الوقت وتختصر الزمن المحدد لإيصال المفهوم ، كونها تعلِّم الأشياء مباشرة ، لا عن طريق التنظير والحفظ والتسميع .
ولو مزجنا بين الشروط والأهمية، لخلصنا إلى محاذير عدة نوجزها بالتالي:
يجب ألا ننسى أنها وسيلة وليست غاية، بمعنى يجب ألا نوغل في استعمالها ونحمِّلَها ما لا ينبغي أن تحمله، إنْ من ناحية مضمونها ، فهي وسيلة شارحة مفسِّرَة مسرِّعة مثبِّتة فيجب ألا يحتاج هذا المضمون إلى شرح مصطلحات وتفسير أدوات، أو من ناحية كلفتها المادية، مرورا بالالتفات للوقت الذي يأخذه إعدادها وتجهيزها .
ولا شك في أن هناك تكاملا وتفاعلا بين الطريقة والوسيلة من جهة والمادة من جهة أخرى، وعندما نقول المادة فإننا نعنيها لجهة محتواها، وبالتالي لجهة خصائصها وأهدافها التي يقررها المحتوى، ويرصدها المدرِّس. فليس من المعقول مثلا أن تُختار طريقةٌ ووسيلةٌ لتدريس مفهوم أو مهارة ما، وهما لا يصلحان لهما... ولا يستطيع المعلم بطبيعة الحال أن يصل إلى ذلك إلا إذا كـان قادرا على إدراك طبيعة المادة المتعلَّمة والهدف المرجو من وراء تدريسها
فطرق تدريس اللغات مثلا تختلف عنها في الرياضيات عنها في العلوم، فالرياضيات تمتاز عن العلوم بأنها مادة تراكمية بطبيعتها متسلسلة ، مجرَّدة تعتمد عليها المواد الاخرى كالفيزياء والكيمياء والجغرافيا ..
ويمتاز علم الرياضيات بطبيعة تركيبية إذ إنه يبدأ من البسيط إلى المركَّب، ومن مجموعة مسلَّمات تُشتق النتائج والنظريات التي تسير بخطوات استدلالية مترابطة ومتسلسلة، وإنَّ بناء مفاهيمه يتمُّ بطريقة استدلالية، والتجريد يصبغها بطابعه" .
حتى بين اللغات ، نجد أن طريقة تدريس اللغة العربية مختلفة عن طريقة تدريس اللغة الإنكليزية ، ويعود هذا الاختلاف إلى اختلاف خصائص اللغتين ، وأخطر ما في التدريس أن تُدرَّس مادة ما بمنأى عن خصائصها دون إدراك المدرس ووعيه لخصائص المادة التي يدرسها بل وتوظيف هذه الخصائص.، الأمر الذي يجعل المتعلّمين بين يديه أمِّيين في مادته ولو كانوا يستذكرون بشـكل جيد .
إذن، إن انطلاق المدرِّس في طريقته من خصائص المادة التي يدرسها لهو المدخل الأساس الصحيح ، ويتسبب ما عدا ذلك بتخريج جيل غير قادر على الإبداع، وقد أقفلنا دائرة العقل وحصرنا قدراته بالاستذكار .
فهناك الطريقة الاستقرائية، القياسـية، وأخرى إلقائية، وأخرى تركيبية، وأخرى تحليلية، وهناك طريقة المناقشة ..
ونجد أيضا أنه حتى داخل المادة الواحدة ، تختلف طريقة التدريس باختلاف الصف أو المرحلة أي باختلاف عمر المتعلمين .
وباختصار، ترتبط طريقة التدريس بخصائص المادة من جـهة، وخصائص نمو المتعلِّمين من جهة أخرى، إن من ناحية نموهم أو من ناحية مستواهم التحصيلي. فالأطفال مثلا، أكثر ميلا ممن هم أكبر سنا منهم لأمرين اثنين هما: اللعب و التجسيم، ذلك أن القدرة على التجريد عندهم تكون ضعيفة وبالتالي قدرتهم على التحليل أيضا ضعيفة .
إذن تختلف الطريقة من مادة إلى أخرى، ومن فرع إلى آخر، والمعلِّم النبيه يختار الطريقة التي تناسب الموضوع الذي يقوم بتدريسه وتناسب الوسط الذي تطبق فيه، وضمن المواد ما هو نظري وما هو عملي، ومن المواد ما يستلزمه معِينات ومنها ما لا يستلزم. وينبغي أن تكون الطريقة مرنة تختلف باختلاف مرحلة النمو وكثافة الفصل وباختلاف المادة وفرع المادة وباختلاف الغرض التدريسي.
وعلى العموم، ومهما تنوعت الطرائق والأساليب يجب ألا ينسى المدرِّس أبدا أنه إزاء إنسان أولا وآخر، له خصائصه التي تختلف عن غيره، وبالتالي يجب ألا يغفل لحظة عن إدراكه مسؤولياتِهِ ووعيه دورَه، لذا عليه أن يراعي في طرائق تدريسه العمر الزمني والعمر العقلي ، وبالتالي يأخذ في الاعتبار الفروقات الفردية، وأن يعتمد الطرائق الناشطة بمفاهيمها وممارستها التي تثير اهتمام التلميذ، وتشجعه على الابتكار، من مثل العصف الذهني .
العمل الجماعي ، التعلم التعاوني ، أداء الأدوار، التعلم بالاكتشاف، مما يسمح للمتعلِّم أن يتفاعل ويستخدم ذكاءه ويعبِّر بحرية ودون خوف، يسأل، ويحاور، ويناقش فتتعزَّز لديه روح المبادرة والتعاون والثقة بالنفس، مما ينمي لديه القدرة على التفكير الاستنباطي والترابطي، ليكون قادرا فيما بعد على تكوين اتجاهات جديدة تمكِّنه من مواكبة شؤون العصر المستجدَّة، بل ورائدا من روّادها .
المـــــــراجع
1. المناهج المعاصرة: د. فوزى طه إبراهيم، د. رجب أحمد الكلزة: منشأة المعارف بالإسكندرية.
2. المناهج الدراسية بين النظرية والتطبيق: د. حسين شحاته - مكتبة الدار العربية للكتاب.
3- اعتمد المركز التربوي تسمية : استراتيجيات تدريس. راجع أسس التقويم ومبادئه الصادر عن المركز التربوي في تشرين الأول عام 1999.
3- راجع مناهج التعليم العام وأهدافها الصادر عن المركز التربوي للبحوث والإنماء- وزارة التربية الوطنيّة والشباب والرياضة.
4- اللقاني ، أحمد حسين ؛ المناهج بين النظرية والتطبيق : ص :21 .
5- العاني ، وجيهة ثابت ؛ الفكر التربوي المقارن :ص: 133 .
6- اللقاني ، أحمد حسين ؛المناهج بين النظرية والتطبيق : ص: 161 .
7- نشواتي ، عبد المجيد : علم النفس التربوي: ص: 48 .
8- اللقاني، أحمد حسين؛ المناهج بين النظرية والتطبيق: ص: 160 .
التعليقات
ادارة الموقع غير مسئولة عن تعليقات المشاركين
واى اساءة يتحملها صاحب التعليق وليست ادارة الموقع