**

أتمنى ألا يكون عنوان مقالي هذا حلما ولا علاقة له بالواقع، حيث إن تكرار الحديث عن هذا الموضوع دون إنجازات على أرض الواقع جعله أقرب إلى الحلم، ولكن لم لا؟ وخاصة أن من حولنا مبادرات في دول شقيقة لإقامة مدن عصرية كانت أحلاما من قبل.

إن الطبيعة الساحرة في جزيرة فيلكا وإمكانيات البنية الأساسية تؤهلها لاحتضان مشروعات تراثية ومبادرات لتأهيل الكويت لتصبح مقصدا للسياحة العلاجية على مستوى إقليم شرق المتوسط وموضع جذب لاستثمارات عالمية في مجالات متعددة إن كانت لدينا الإرادة لتحويل الحلم الجميل إلى واقع.

وهذا ليس مستحيلا، إذ يجب على الدولة أن تقود وتشجع القطاع الخاص على القيام بدوره في هذا المجال الذي من الممكن أن يصبح رافدا للاقتصاد الوطني ويخلق فرص عمل غير تقليدية ويحقق العديد من الطموحات والمردود الإيجابي لخدمة التنمية الشاملة.

وإن تحويل الحلم إلى واقع يمكن تحقيقه في زمن استمطار السحب والتصدي لتغير المناخ بالعلم والاستفادة من تطبيقاته المحيطة بنا وعدم الاكتفاء بدور المتفرج فقط.

وهناك العديد من الفرص الواعدة التي تنتظر حسن استخدامها لتكون ركائز قوية للتنمية المستدامة حيث ان الحلم ليس ببعيد وأكاد أرى أمامي أن الحلم سيتحقق بتشكيل لجنة عليا لهذا المشروع وضخ الاستثمارات اللازمة لنجاحه مع توفير متطلبات الإدارة الحديثة والابتعاد عن الروتين والإجراءات العقيمة التي تعطل تنفيذ أي مشروع.

ويمكن الاستعانة بالأشقاء أصحاب المبادرات الرائدة في الدول الشقيقة لتحويل الحلم إلى حقيقة في أقرب فرصة لتعويض الإهمال أو النسيان في الاستفادة من مواردنا الطبيعية مثل فيلكا الساحرة موطن الذكريات الجميلة والتاريخ العريق.

ومن غير المقبول أن يكون لدينا هذه الفرصة ولا نحاول الاستفادة منها واستثمارها، وخاصة أننا في زمن التنمية الشاملة التي نتمنى تحقيقها بحلول عام 2030.

وقد كانت جزيرة فيلكا محطة تجارية مهمة على الطريق البحري بين الحضارات المنتشرة على ساحل الخليج العربي، ويقال إن إحدى الكلمات التي اشتق منها اسم فيلكا هي الكلمة الإغريقية «فيلاكيو» والتي تعني نقطة تمركز أو موقعا بعيدا.

الأنباء