آراء ومقالات المزيد

حدث | حكومة الإحتكام إلى الشعب - بقلم : د. هند الشومر

11/08/2022 12:33 ص
حدث | حكومة الإحتكام إلى الشعب - بقلم : د. هند الشومر
**

إن الحكومة التي تم تشكيلها مؤخرا لا تعتبر حكومة مؤقتة ويخطئ من يظن أن الحكومة الحالية مؤقتة لتصريف الأمور المهمة أو هكذا تبدو من الطرح الإعلامي، وهو بلا شك أقل بكثير من مهام ومسؤوليات الحكومة التي جاء تشكيلها في ظروف دقيقة سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو العالمي وهي بذلك ستكون مسؤولية تاريخية عن مهام جسيمة.

وقد تكون إنجازات الحكومة وإن بدت وقتية لكنها ستترك بصماتها بالمستقبل سواء كان مستقبل التنمية أو الديموقراطية أو الترابط الوطني والاجتماعي في مرحلة مهمة من بناء الوطن ضمن إطار رؤية مستقبلية يسودها التفاؤل والثقة بأن إعادة ترتيب الصفوف سيكون له مردوده الإيجابي بعيد المدى وسيكون حصاده ثمارا طيبة.

فيجب ألا ننظر إلى الحكومة الجديدة ودورها بعيدا عن الرؤية المستقبلية لمسيرة وطن عزيز على الجميع وضحى من أجل بنائه الأجداد والآباء وجاء دورنا الآن لتحمل المسؤولية والأمانة التاريخية وهي ليست بمسؤولية مؤقتة أو محدودة فهي ليس لها تاريخ صلاحية لأنها أبدية.

ويجب أن نرى ونثق بأن الحكومة الجديدة ليست حكومة العاجل من الأمور بل إنها حكومة مرحلة مهمة لبناء الوطن وإعادة ترتيب دعائم البناء وتقويتها بالوحدة الوطنية وتحمل المسؤولية التاريخية من جميع الشركاء فهي حكومة الاحتكام الى الشعب حيث ان الشعب هو مصدر جميع السلطات.

وعندما نتحدث عن حكومة الاحتكام للشعب فهذا يعني أن تهتم الحكومة في كل وزاراتها بالاستماع مباشرة للشعب ومعاناته وطموحاته المشروعة من ناحية، وان أموال الشعب من ناحية أخرى هي الأموال العامة ويجب أن تكون حمايتها وصونها خطا أحمر للحكومة بجميع مستوياتها وبكل المواقع بما في ذلك عدم التهاون أو المجاملة في تحويل أي شبهات تعد على أموال الشعب إلى الجهات الرقابية المؤتمنة عليها.

ولعل أعظم ثروة يجب على الحكومة صونها بل وتنميتها هي الثروة البشرية وأهم محاورها هي الصحة والتعليم والأمان الاجتماعي.

ومن غير المقبول أن تكون الحكومة بعيدة عن التواصل المباشر مع جميع فئات الشعب في جميع الأوقات وليس فقط مع النخبة أو ما قد يصنف بأنه الصفوة لأن الاحتكام للشعب جميعا وليس فقط لفئة خاصة منه وعندئذ سيكون الشعب خير عضد للحكومة وسندها لإنجاز المهام التي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون مؤقتة.

وأزيد أن الاحتكام للشعب يعني تلمس التحديات الإقليمية والعالمية التي قد تمس مصالح الشعب وإعادة رسم خارطة العلاقات الدولية بما يتفق مع المصلحة العليا للوطن وللشعب وسط التحديات الخارجية.

الأنباء

التعليقات

ادارة الموقع غير مسئولة عن تعليقات المشاركين واى اساءة يتحملها صاحب التعليق وليست ادارة الموقع

آراء ومقالات المزيد
كاريكاتير المزيد