آراء ومقالات المزيد

حدث | دعوة للإنفلات تحت شعار الحريات - بقلم : شيخة العصفور

23/06/2022 12:12 ص
حدث | دعوة للإنفلات تحت شعار الحريات - بقلم : شيخة العصفور
**

لا شك أن الإسلام كفل الحريات الشخصية بما يتناسب والرقي في إعمار أسمى الحضارات الإنسانية، فالفطرة طبيعة إنسانية تميل للأخلاقيات الحميدة التي تعزز إشباع الغرائز دون الانصياع وراء الشهوات الخارجة عن حدود الطبيعة البشرية، فلما يلتوي الفكر الإنساني بغرض إشباع الأهواء والشهوات وبما يتعدى على الطبيعة البشرية فيطلق على السلوك حينها بالانفلات وليس الحرية، فالحرية مصطلح لغوي تدور حول القيم والحدود الشرعية المبنية على الاستقامة، وبالتالي تحقيق الأمن الاجتماعي للفرد والمجتمع.

فما يحدث على مسرح الحياة المعاصرة اليوم من مظاهر الانفلات قد أدخل المجتمع في متاهات الفساد بأنواعه وأشكاله بدءا من الأسرة وانطلاقا إلى المجتمع، كما أدى إلى الخروج عن الطبيعة البشرية التي كرمها الله أفضل كرم ورفع من قدرها ومكانتها من بين المخلوقات.

ولا شك أن العالم الغربي قد سلط أضواءه بما أسفر عن تعري أبناء أمتنا عن القيمة الأخلاقية التي باتت سلوكيات مدعاة للفجور والفوضى، فلا إنسانية دون التزام وانتظام، وان خرج أي نظام كان على وجهه الخليقة عن قيمتي الالتزام والتنظيم، فقد عاش العالم في فوضى وخروجه عن دائرة الحياة ذاتها، والإنسان جزء من ذلك النظام الرباني المتكامل، فسياسة الخالق ليست عشوائية في الصناعة الإنسانية وإنما أساسها النظام كسنام للسلوك الأخلاقي.

وعليه، نعيش في موجة عالية من الفتن، فالصالح يقاوم حتى يرجع لبر الأمان، والطالح ينصاع وراءها لحد الجحود والعصيان، وبذلك ينقسم الانفلات اليوم إلى نوعين:

- انفلات غرائزي.

- انفلات ديني.

فالانفلات الغرائزي يعني ما يتخطى حدود الغريزة الطبيعية (الفطرة)، فعندما تعلو الشهوة الغريزة تعلو الأصوات بالدفاع عن الحقوق مدعاة الفوضى السلوكية حتى تتناسب مع الأهواء والذي يكفل حرية البهائم، يقول الله عز وجل في كتابه: (أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا) ـ سورة الفرقان (آية: 44)، فالهجوم القوي والتنمر ضد المبادئ الأخلاقية نجدها تملأ ساحات برامج التواصل الاجتماعي، ومن أمثلة الانفلات الغرائزي: موضة تعري الأجساد والبيوت بأشكالها - الدعوة للانفتاح الواسع على الديانات الأخرى - الدعوة إلى إباحة الرياضات المؤثرة على النفس والعقيدة - الدعوة إلى إباحة المسكرات - الدعوة للدفاع والتبرير للسلوكيات المثلية - الدعوة إلى الاختلاط الواسع النطاق والذي يكفل الاستسهال في تكوين أصدقاء من الجنس الآخر - استسهال الربا - استسهال الرشوة.

أما الانفلات الديني وهو مظهر من مظاهر العصور الجاهلة في ضرب القيم الأخلاقية واستسهال الكثير من السلوكيات التربوية والتفاعلية والمعاملات الاقتصادية وغيرها، فللأسف اليوم أكثر أعداء الدين هم أبناؤه، حيث المظاهر السلوكية السلبية والمدعاة في ضرب الدين منها: ضرب الحجاب - ضرب أصحاب اللحى - إماتة الصلاة بشكل فاحش بين أفراد المجتمع المسلم - الخوض بطقوس الديانات الكافرة.

فأي حريات يدعو إليها أبناء المسلمين اليوم الذين تلوثت أفكارهم بالقيم الغربية، فديننا الإسلامي كفل لنا الحريات السامية، وحمانا من الانفلات السلوكي الذي كان يميز العصور الجاهلية الغابرة، فالانفلات مدعاة الجهل والفوضى، والفوضى تقود لاضطراب الأمن الاجتماعي للفرد والمجتمع.

LinesTitle@

الأنباء

التعليقات

ادارة الموقع غير مسئولة عن تعليقات المشاركين واى اساءة يتحملها صاحب التعليق وليست ادارة الموقع

آراء ومقالات المزيد
كاريكاتير المزيد