آراء ومقالات المزيد

حدث | شراء الضمائر.. ما أسهله! - بقلم : يوسف عبدالرحمن

27/07/2021 12:24 ص
حدث | شراء الضمائر.. ما أسهله! - بقلم : يوسف عبدالرحمن
**

y.abdul@alanba.com.kw
 
لا سعادة ولا راحة تعادل راحة الضمير!

صورتان متضادتان في الحياة في بيت شعري واحد:

اثنان لا يتهادنان دقيقة

شبح الضحية والضمير المجرم

في السابق كان هناك رجال لا يشترون بمال الأرض لأن همهم الخوف من الله وضمائرهم الطاهرة!

في كثير من الأحيان رأينا في الحياة أن الضمير قد لا يحول دون ارتكاب الخطيئة، لكنه يمنعك من التمتع بها!

وأنا أقرأ كتاب غاندي فيلسوف الهند الكبير يقول: «الطاغية الوحيد الذي أتقبله في هذا العالم هو ذلك الصوت الهامس الذي يتردد بين جوانحي.. إنه الضمير»!

كم حربا دخلناها من غير ضمائر؟

وكم ضحية سقطت من الضمير المتآمر؟

وكم عدد الضمائر الخائنة والمتخاذلة مع الشيطان؟

وكم (ضميراً حياً) نطق بكلمة الحق ودفع الثمن؟!

تبقى الحقيقة ناصعة: إذا اقتنعت بأنك على حق فيما تعمل فلا تهتم بما يقول الناس عنك، وافعل ما يمليه عليك ضميرك ووجدانك!

٭ ومضة: اليوم العالم كله وشعوبه يقفون بكل احترام وتقدير لكل (شخص) صاحب ضمير يظل محافظا على ضميره رغم حجم الإغراءات، فيكون قديسا في زمن الشياطين، صارخا: ليس من وسادة حية مثل «الضمير الحي»، ولا سعادة تعادل راحة الضمير.

الضمير الإنساني اليوم عملة نادرة في زمن الفاسدين رغم وجود سوق رائجة في زمن الجائحة والفارق هو غياب التجارة مع الله!

٭ آخر الكلام:

قال الشاعر:

ومن نكدي أني بريء مسالم

ومتهم عن آفة وغرور

ما ضائري اغضاب من ليس منصفا

ومن ليس يرضى عن صلاح أُموري

كفاني أن يرضى صديق ومنصف

وحسبي أن يرضى علي ضميري

٭ زبدة الحچي: نحن في زمن ظهر فيه (الضمير الفاسد)، وقلة هم أصحاب الضمائر الحية النقية، يقول الشاعر:

قد أفعل الشيء لا أبغي به أملا

ولا أُبالي الورى ماذا يقولونا

همي ضميري فإن أرضيته فعلى

رأي العباد سلام المستخفينا

عزيزي القارئ.. ضميرك هويتك ومقياسك في كل الأمور، فلا تغفل عنه وظل لاغيه حتى لا ينحرف!

الضمير شيء نادر اليوم لا تجده في كل إنسان والبطولة الحقيقية الآن أن يحمل كل إنسان ضميرا حيا لا يشترى!

خوفي أن يكون الضمير أصبح من دروس (النحو) فقط!

عزيزي القارئ الكريم ضميرك تاج على رأسك فلا تفرط به في زمن التفريط بالقيم والمبادئ.. ضميرك هويتك.

فمن أنت؟ أنا لا أحب الضمير المستتر الخوان.

..في أمان الله.

الأنباء

التعليقات

ادارة الموقع غير مسئولة عن تعليقات المشاركين واى اساءة يتحملها صاحب التعليق وليست ادارة الموقع

آراء ومقالات المزيد
كاريكاتير المزيد