آراء ومقالات المزيد

حدث | غمرات العيش - بقلم : فاطمة المزيعل

09/05/2021 12:57 ص
حدث | غمرات العيش - بقلم : فاطمة المزيعل
**

اقض بعضا من وقتك مع نفسك، وتحقق بشكل منتظم من أفكارك وجميع أمورك، وتحقق منها وكأنك تتحدث لأقرب صديق لك، تثق به ويثق بك، وتناقش معه أحاسيسك وهمومك، وأيضا طموحاتك وأهدافك، أي كل ما يختلج داخل صدرك.

ومن خلال تلك المحادثة التي ستدور بينك وبينه، عليك ألا تنسى ما هو أهم من ذلك وهو مغادرتك جميع الأجواء السلبية المحبطة والمشحونة من حولك، وأن تسعى قدر الإمكان الابتعاد عنها، وعن كل ما يشوب عقلك وذهنك، وخاصة تلك الأمور التي أبعدتك عن معظم آمالك وأحلامك.

انفض أيضا كل طاقة مثقلة بمشاعر اليأس والإحباط والبؤس منك لتبطل مفعولها بكلام تشجيعي ترغيبي وتحفيزي إلى الأعالي قد يرفعك.

يقول مصطفى الغلاييني:

إن للآمال في أنفسنا

لذة تنعش منها ما ذبل

لذة يحلو بها الصبر على

غمرات العيش والخطب الجلل

فكثيرا ما تمر علينا أيام باهتة بلا طعم، بلا نكهة، بلا رائحة، وكثيرا ما تنقضي علينا سنون وأعوام وكأنها ثوان، دون أن نستشعر لها أي جدوى ومنفعة، فتطحننا الذكريات هنا وهناك، بين تناقضاتها وتخبطاتها إلى أن تغرقنا، فيتقدم بنا العمر ويقتات من طموحاتنا وأفكارنا وآمالنا، فيجعلنا نثبط من عزيمتنا، ويبعدنا في الحياة عن استمراريتنا.

وكما قال المتنبي:

لا تلق دهرك إلا غير مكترث

ما دام يصحب فيه روحك البدن

فما يدوم سرور ما سررت به

ولا يرد عليك الفائت الحزن

لذلك تعود أن تكون في هذه الحياة أنت الصديق المخلص الصادق لنفسك، لذاتك، لكيانك، الصديق الذي دائما ما يذكرك بكل ما يجب عليك فعله، كما يذكرك أيضا بأهم صفاتك وقدراتك وروعة إيجابياتك، كونه اعتاد وبشكل دائم أن يرشدك، وإلى الطريق الصحيح الذي من المفترض عليك أن تسلكه يخبرك، لتتمعن أكثر بكل ما يتعلق بك، وكي تتضح فيما بعد وبشكل جلي شخصيتك وأجمل ميزاتك.

كما لا تنس أيضا أن تسلط الضوء على قائمة أولوياتك، وبعضا من تلك اللحظات السعيدة التي مرت عليك في حياتك، لتعرف كم كانت تلك اللحظات لها أثر كبير عليك، وكم كانت محفزة لك، في تشجيعك ومساعدتك، كونها تريك على الدوام كل ما تحب، وكل ما يجب عليك القيام به، وفي الوقت نفسه تبهجك.

تأكد أن من بعدها يمكنك إجراء كل التغييرات المفرحة على يومياتك، والتي ستنعكس بطريقة مذهلة على حياتك، وبما يتماشى مع كل تطلعاتك وسمو طموحاتك، حتى تصل إلى سعادتك وراحة بالك. وذلك بدلا من تلك الإستراتيجيات التي كنت تتبعها أو تستخدمها بمعنى أصح، لحصولك على أشياء لا فائدة ولا طائل منها.

في النهاية يبقى القرار برمته بين يديك، إما ان تتجاوز وبصدر رحب أي فشل مررت به، وتتخطى كل الأشياء التي أوجعتك وتركتك وتخلت عنك، أو تبقى واقفا جامدا في مكانك، ذلك لأنها وحدها خطواتك هي التي ستضيف القيمة والمغزى والإبداع إلى كل ما ستفعله وستقوم به، وكن واثقا أنه حتى أنت جدير بالتقدير والاحترام لشخصك بما فيه.

ولست بحاجة أبدا لأن تغير من معاييرك أو مبادئك من أجل اشياء معينة او أشخاص معينين لتعجبهم، ولكنك بحاجة لأن تملأ وقتك بما يعود عليك بمردود مرض، إيجابي ورائع، مردود قد تحصده الذات الإنسانية جيد ونافع، فكما تزرع يثمر لك، وإياك والتراجع.

يقال: عليك أن تؤمن بنفسك وذاتك عندما لا يؤمن بك أي شخص آخر، فهذا ما سيجعلك الفائز حالا.

الأنباء

التعليقات

ادارة الموقع غير مسئولة عن تعليقات المشاركين واى اساءة يتحملها صاحب التعليق وليست ادارة الموقع

آراء ومقالات المزيد
كاريكاتير المزيد