**

يقول الله في محكم آياته: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون - النحل: 43). وهذه التوجيهات القرآنية ما هي إلا أسلوب من أساليب التعامل مع الحدث في صحته أو خطئه حتى يعرف المسلم كيف يتعامل مع الأحداث.

نقع هذه الأيام مع أحداث نتلقاها من غير أهل الذكر والتخصص ونبني على ذلك العديد من الاجتهادات والآراء غير الواقعية مما يثير الخوف وتجفل منه القلوب، وعلى سبيل المثل بعض ما انتشر عن فيروس كورونا، ففي ظل هذا البلاء الذي عم العالم أجمع وثباته بالصيف والشتاء، تظهر علينا تلك الاجتهادات فنصدقها ونأخذ بها وندافع عن محتوياتها، ولو عرفنا مصادرها لوجدنا العجب العجاب، فالبعض ليس له ناقة ولا جمل في الطب إلا أن يفتي ويحلل حتى وإن كان مهندسا أو عاملا فالمجال مفتوح والفرصة سانحة، «ومن سبق لبق» كما يقول المثل.

لقد أعطانا الله كل ما نحتاج اليه من سلوك وخلق فيقول عز من قائل في كتابه الكريم: (ما فرطنا في الكتاب من شيء - الأنعام: 38)، وروي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: «والله لو ضاع مني عقال بعير لوجدته في كتاب الله».

إن أهل الذكر والتخصص موجودون بخبراتهم ودراساتهم وأدواتهم عندنا ولا نسمع توجيهاتهم بل نأخذ من غيرهم رغبة للذات وطريقا للشهرة، إن نصيحتهم أقرب للحقيقة فهي فتوى عالم بتخصصه وشيخ علم في حلقته ولا قول ناقل أقوال، فإن اتباعهم واجب والأخذ من منبعهم لازم، والله الحافظ من كل شر وبلاء.

mqarawi@hotmail.com

الأنباء