**

لاءات متتابعة، تتردد عقب حل الحكومة وانتظار حكومة جديدة قادمة في بلد يزعم أن التنمية فيه مستدامة، وأن العمل يسير على خطى ثابتة، وعلى خير ما يرام!
هل في فترة تصريف العاجل من الأمور سبقتها أو سوف تعقبها فترة يسود فيها الفساد الإداري قبل التشكيل الوزاري؟ فحوى هذه اللاءات يدل على منطوقها ومغزاها، فالإقرار بالفساد قبل التشكيل الجديد وقبل فترة تصريف العاجل والخوف كل الخوف أن يستفحل الفساد الإداري بعده يدل على مدلول واحد أن الفساد حاصل وواقع لا محالة في كل الأحوال والأزمان، وأن الخوف كله في هذه الفترة الانتقالية أن الأمين على الوزارة أو المؤسسة الحكومية قد يصبح خلاف ذلك، مستغلاً ظروفها وما يلحق بها.
 
هل التعيين يتم على نحو غير قانوني، وأن النقل من وظيفة إلى أخرى كان يتم على غير هدى وأن الواسطة وغيرها مآله ومبتغاه؟ وهل الندب هو الآخر يسير على نفس المنوال؟ وهل الإعارة تكتنفها الإشارة بأنها تتم بصورة مخالفة للقانون الإداري؟

أسئلة في مضمونها ومحتواها تصب في خانة الدلالة والقرينة الثابتة على الفساد الإداري الذي وصل إلى أقصاه حتى أوجد المشرع له قانوناً يدل عليه ويحجمه ويؤطره بإطاره اللائق به!

بلد التنمية المستدامة هل الأمر أن عجلة التنمية آن لها أن تتوقف أثناء فترة تصريف العاجل من الأمور؟ وأن تؤجل الأمور التي لا داعي لها أصلاً في تعيين غير لازم، ونقل عشوائي، وندب براشوتي، وإعارة لا مسوغ لها!

إننا أوقعنا أنفسنا بفخاخ نصبناها لندلل على أنها المُناسبة لما ندعيه من كون الأمور تسير سير التمام، وهي في الحقيقة بعيدة عن هذا المنال، فأضحينا نجامل بعضنا على حساب أجيال تتعاقب تنتظر وظائفها التي طال انتظارها بشغف ولهفة، وقد أوقفها قطار التشكيل الوزاري المرتقب، وكأننا نقول لهذه الأجيال جهزوا أدواتكم فإن الزمان قد يتغير، وان المكان قد يتغير مثله، فالتشكيل الجديد قد يحرك المياه الراكدة، أو يلغي جل طموحاتكم التي أوشكتم أن تبلغوها.

لا تعيين، لا نقل، لا ندب، لا إعارة..! آهات وآهات، تتلوها الزفرات على فساد قد استشرى في الدوائر والمؤسسات الحكومية، حيث تقف الواسطة كالطود الشامخ، تزلزل عروش الفضيلة، وتطل برأسها، ويؤسس لها.

القبس