**

ينبغي عليك وعلى كل إنسان عدم التوقف عند حد معين في حياته، وإنما عليه التقدم حتى يصل لمرحلة التركيز على الأمور التي ستكون يوما ما سببا في تغييره، لذلك حاول أن تكون ذا قيمة ولا تجعل من خوفك ان يثنيك من التقدم الذي سيغيرك وبالنجاح سيضاعفك، ينمي شخصيتك ويرعى جميع اهتماماتك.

فلا تيأس من نفسك وتشحذ هممك وتنتقص من قيمتك وذاتك، وتقول إنك شخص ضعيف لا فائدة منك، ولا تمتلك من نقاط القوة والثقة والشجاعة شيء، بل كن بعيدا من ذلك اليأس وابحث وبشكل دقيق في شخصك وذاتك، وتيقن بأنك ستجد جيدا اين تختبئ جميع نقاط قوتك وثقتك وثباتك، وكل ما سيرضي نفسك ويرضي كيانك، وستبرزها فيما بعد وستنميها، وستستغل هذه الإجادة بجميع تفاصيلها وبكل ما تملك، في مجال معين يمثلك ويمثل شخصيتك.

فتأكد أنه لا أحد منا لا يمتلك شيئا من تلك المهارات، القدرات والكفاءات، ولكن كل ماهو مطلوب منا السعي الدائم والحقيقي للبحث عنها، ومن ثم القيام بإبرازها وتطويرها وتدريبها وإضافة كل ما هو جديد ومميز لها، والابتعاد عن تلك المفردات المحبطة وجميع التصريحات بعدم المعرفة.

فجميعنا دون استثناء نمتلك شيئا جميلا بداخلنا، شيئا وان كان بسيطا إلا انه في المقابل يميزنا عن غيرنا، وبتشجيع انفسنا المستمر وبالتغلب على خوفنا وقهر توترنا، وبالمداومة على إصرارنا سنحرز على تطوير ذواتنا، وسنمنح أنفسنا الثقة التي بالفعل نستحقها، ولن نستسلم أبدا لنقاط ضعفنا وخوفنا، ذلك ولأن الخوف بحد ذاته حتما سينتقص من عزمنا وقدرتنا، فمن المفترض ألا نستسلم له أبدا، وتلك هي أولى بداية صحيح خطواتنا.

فقط، ابحث بحب ورضا وقناعة تامة في ذاتك، وتأكد أثناء بحثك أنك تمتلك أشياء رائعة لم تكتشفها بعد، وفي طريقك استفد من تجارب الناس حولك وابتعد عن الأخطاء التي وقعوا بها، كما لا تنسى أيضا ان تبتعد عما هو أهم! ألا وهو دوامة المقارنات بهذا وذاك، كي لا تغرق نفسك بصعوبة المتاهات.

ولا تنتظر في هذه الأثناء من الآخرين الثناء، واظهر أمامهم بكل ثقة بقدراتك الحقيقية لا المصطنعة، ولا تخفي القصور في البعض منها أو تخجل حتى من ذكرها، فالجميع لديه كفاءة عالية في مجال معين، والضعف في مجال آخر.

وأنعم بالسلام الداخلي، ونقي من الأنانية سائر جوارحك، فما أكثر أولئك من غلبتهم الأنانية، فجعلوا من ذواتهم أصناما يطوفون حولها، يضرون ولا ينفعون، يؤخرون ولا يقدمون، يهدمون ولا يبنون، يتسابقون فقط وراء الدنيا وملذاتها وحطامها، قال علي رضي الله عنه: «أكثر مصارع العقول تحت بروق المطامع»، أي الأنانية وما إدراك ما الأنانية وما تجلبه من حب ذات زائف وكبرياء وغرور، هذا وبخلاف انها لا ترضي إلا رذائل وخبث المرء ورغباته.

وامنح نفسك الثقة التي تستحقها، فوحدها هي التي ستكون نتاج أفكارك الإيجابية وإنجازاتك الناجحة في حياتك، وبتاتا لا تنظر وراءك، إلا لاكتساب الخبرة التي يجب عليك أخذها بمعناها الظاهري، لتتعلم منها مهارة جديدة مميزة، ولتتعلم منها أيضا أهمية إدراكها وإتقانها وفي الوقت ذاته ستضيف شيئا جميلا لك، ولتنتشل ذاتك وكيانك وحتى نقاء عفويتك من طرقات المارة الذين لا هدف لهم سوى الوقوف حجر عثرة في طريقك.

الأنباء