آراء ومقالات المزيد

حدث | محاربة الغش - بقلم : د. نورة المليفي

16/01/2022 12:38 ص
حدث | محاربة الغش - بقلم : د. نورة المليفي
**

تطوير التعليم منظومة متعددة الأركان قوامها الأخلاق وأولها محاربة الغش، لأن الغش قتل للأوطان وللأجيال وللإبداعات، لذلك فنحن بحاجة ماسة لمناهج في الأخلاق تعيش مع الطالب منذ المرحلة الابتدائية وحتى الثانوية.

عندها يخرج إلى سوق العمل إنسانا متزنا مبدعا منتجا بشخصية سوية فاعلة مؤثرة.

نقطة البدء: وتكون نقطة البدء في محاربة الغش من الذات ومن الضمير، فالطالب لا يحتاج من يراقبه ليتوقف عن الغش، لكن هذا السلوك يجب أن يكون نابعا من قلبه ومن ضميره ومن وجدانه، وحتى يصل لهذه المرحلة فهو بحاجة إلى تدريب وهذا التدريب يبدأ معه منذ المرحلة الابتدائية.

وتلعب المدرسة دورا مهما في صقل هذه القيمة في محاربة الغش عندما تمتنع المعلمة عن مساعدة تلاميذها في الامتحان بحجة المساعدة في الإجابة لينجح بحيث تكون صارمة في المراقبة ولا تسمح لأي تلميذ أن يساعد زميله وكذلك تمنع نفسها عن مساعدة تلاميذها موضحة لهم أن هذه المساعدة تسمى غشا صريحا ومن غشنا فليس منا ولا يوجد شيء في الوجود اسمه مساعدة.

عندها ينمو هذا المفهوم أن المساعدة تعني غشا صريحا ومع الأيام والسنين تزداد قناعات هذا الطالب أن الغش جريمة في حق الوطن.

دور أولياء الأمور: كذلك يلعب أولياء الأمور دورا كبيرا في تغريس مفهوم الأمانة في الإجابة وعدم الغش وعدم طلب المساعدة من زميل في الفصل، فالأصل أن تعم الفائدة والاستفادة وليس الهدف جمع الدرجات بل أن قيمة الإنسان فيما يفهمه وينجزه بعيدا عن الدرجات.

وهناك فئة من أولياء الأمور يتعاملون مع أبنائهم بعاطفة كاذبة، فيساعدونهم على شراء سماعات الغش وكأن الأمر عادى جدا أو كأن الغش حق مكتسب للطالب، فتموت الضمائر وتموت الأخلاق وينهار التعليم ويتراجع الإنتاج والإبداع ويختفي التميز وتكثر الضحايا ويكثر الفشل.

خطورة الغش: وهنا لابد لنا من وقفة حقيقية لتسليط الضوء على خطورة الغش على المجتمع فإذا تخرج الغشاشون من جميع الكليات وجميع التخصصات فما مصير الأوطان؟

تخيل إذا كان المعلم غشاشا والطبيب غشاشا والمحاسب غشاشا وجميع الموظفين نجحوا بالغش فما هي الثمار التي سيجنيها الوطن؟

الأنباء

التعليقات

ادارة الموقع غير مسئولة عن تعليقات المشاركين واى اساءة يتحملها صاحب التعليق وليست ادارة الموقع

آراء ومقالات المزيد
كاريكاتير المزيد