آراء ومقالات المزيد

حدث | محور الصراعات العالمية.. الرقائق الإلكترونية - بقلم : حمد عبدالغفور مدوه

29/05/2023 12:28 ص
حدث | محور الصراعات العالمية.. الرقائق الإلكترونية - بقلم : حمد عبدالغفور مدوه
**

«أشباه الموصلات ورقائقها تمثل محور الطموحات التكنولوجية التي تعتمد عليها الولايات المتحدة والصين بشكل متبادل».

فحينما نتحدث عن الموصلات فهي المواد التي تستطيع توصيل التيار الكهربي بسهولة وذلك لاحتوائها على كمية كبيرة من الإلكترونات الحرة وذلك بسبب ضعف قوة جذب النواة لإلكترونات التكافؤ «وهي الإلكترونات الموجودة في المدار الأخير للذرة»، فتتحرر تلك الإلكترونات وتتحول إلى إلكترونات حرة تستطيع توصيل التيار الكهربائي.

وتعتبر هذه المكونات أساسية لأجزاء كاملة من الصناعة العالمية، وتدخل في صناعة العديد من الأدوات التي نستخدمها بصورة يومية. فنجدها في الأجهزة الإلكترونية والموصولة، مثل الهواتف الذكية وأجهزة الحاسوب والسيارات، ولاسيما لوحات التحكم فيها، والطائرات والشبكات المعلوماتية وغيرها.

تعد الدول الرائدة في تصنيع الرقائق الإلكترونية الولايات المتحدة الأميركية، اليابان، كوريا الجنوبية، تايوان، الصين.

حرب الرقائق بين شركات التكنولوجيا: تخوض شركات التكنولوجيا العالمية حاليا سباقا محموما فيما بينها، للسيطرة على صناعة الشرائح الإلكترونية، حيث تتسابق هذه الشركات على ضخ مليارات الدولارات في عمليات البحث والتطوير المرتبطة بهذه الصناعة، ما يمكنها من السيطرة على خفاياها وامتلاك أسرارها الحساسة وجعلها أكثر قوة.

عملاق صناعة الرقائق الإلكترونية: تعتبر تايوان «ورقة ثمينة» في الحرب التكنولوجية والتجارية الراهنة بين الولايات المتحدة الأميركية والصين، خاصة لريادتها في صناعة الرقائق الإلكترونية، إضافة إلى سيطرة تايوان على صناعة الرقائق الإلكترونية، من خلال شركة «TSMC» التايوانية (التي تقدر قيمتها بـ430 مليار دولار) والتي تعد مصدرا أساسيا لتوريد الرقائق للشركات التكنولوجية، وتساعد الشركات الأميركية لإنتاج تكنولوجيا أعلى.

التنين الأحمر والولايات المتحدة الأميركية: تستثمر الصين مليارات الدولارات لتطوير قطاع صناعة أشباه الموصلات، وسعت إلى الاستثمار ودعم الاستثمار في الشركات المحلية المنتجة لتلك التكنولوجيا.

وتعتبر الرقائق عنصرا حيويا في عالم الصناعات الحديثة حيث إنها تستخدم في كل الصناعات تقريبا، من السيارات للهواتف الذكية للحواسيب والمعدات العسكرية. ومن المتوقع أن تحتل موقعا متقدما على سلم الصناعات العالمية بقيمة تريليون دولار بحلول 2030.

فبالنسبة للصين، فهي ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وتعتبر الرقائق عنصرا أساسيا في الصناعات التكنولوجية التي تسعى لأن تحتل فيها موقعا رائجا عالميا. ففي عام 2021، استوردت بكين أشباه موصلات بقيمة 430 مليار دولار، وهو مبلغ أكبر مما أنفقته على استيراد النفط. من ناحية أخرى تتجه المنافسة الشرسة بين بكين وواشنطن بشأن سوق الرقائق الإلكترونية لمستوى أعلى من الصراع، بعد رد الصين على العقوبات الأميركية ضدها في هذا المجال بقرار منع دخول منتجات شركة «ميكرون» الأميركية لأراضيها.

علما بأن نسبة من إيرادات شركات الرقائق العالمية تأتى من الصين، فهي تعتمد على الطلب الصيني بشكل كبير، مثل كوالكم 64%، برودكم 35%، أنتل 27%، ميكرون 11 في المائة.

HamadMadouh@
hamedmadouh919@hotmail.com

الأنباء

التعليقات

ادارة الموقع غير مسئولة عن تعليقات المشاركين واى اساءة يتحملها صاحب التعليق وليست ادارة الموقع

آراء ومقالات المزيد
كاريكاتير المزيد