حدث | «مصّخت» يا سفارة الفلبين - بقلم : عبدالمحسن محمد الحسيني
28/05/2023 12:20 ص
كاتب 1
**
كانت الكويت تحاول إيجاد حل لأزمة العمالة الفلبينية، وذلك حفاظا منها على العلاقة بين البلدين، واستمع المسؤولون بوزارة الداخلية لوجهات نظر المسؤولين الفلبينيين لعل وعسى أن يبادل الفلبينيون نفس المشاعر الطيبة التي كانت تحرص عليها الكويت تجاههم، إلا أن المسؤولين الفلبينيين تمادوا وحاولوا تخطي القوانين الكويتية بإصرارهم على فتح مراكز إيواء للعاملة الفلبينية الهاربة، وسعوا لمنح أي فرد من عمالتهم حق إلغاء العقد واللجوء إلى الإيواء بالسفارة الفلبينية التي تساعدهم على التخلي عن عقود العمل.
وخيراً فعل نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية ووزير الدفاع بالوكالة الشيخ طلال الخالد عندما أغلق الباب على أي اتفاق مع الوفد الفلبيني الذي أتى إلى البلد لإجراء المفاوضات مع الجهات المسؤولة في الكويت، ولابد من هذا الموقف الصلب من قبل الكويت لتفويت أي فرصة لمحاولات الوفد الفلبيني الذي جاء يفرض شروطه ولم يكن مستعدا للتفاوض.
وقد استعرضنا المواقف السابقة وجدنا أن الكويت تتعامل مع العمالة الفلبينية كبقية العمالة الأجنبية ولم يحدث أن تدخلت وزارة الداخلية في أي مشاكل عمالية في المحاكم بل تعطي لكل مشتكي الحق في اللجوء إلى القضاء.
هذه هي الكويت بلد الديموقراطية والعدالة، لقد عاش بيننا العديد من العمالة من جنسيات مختلفة، فلم يحدث أن تدخلت سفاراتهم في خصومات بين العمالة والمواطنين، وحتى الفلبينيون كانوا من أحسن العمالة ولم يحدث أن لجأت إلى السفارة كما يحدث اليوم.
وفي الواقع، فإن السفارة الفلبينية هي التي تشجع على هروب عمالتها واللجوء إلى السفارة لإيوائهم، ولا أدري لماذا يميل البعض للانصياع لضغوط السفارة الفلبينية ؟ علينا أن ننتظر إلى تجربتنا الناجحة والطيبة مع العمالة الهندية، فقد عاشت هذه العمالة في كثير من بيوت الكويتيين لسنوات طويلة ولم يحدث أن لجأ أي واحد من العمالة الهندية للسفارة، لأن السفارة أغلقت هذا الباب ووجهتهم إلى المحاكم الكويتية، فهي الجهة المعنية بحل مشاكل العمالة الهندية.
وقد اعتدت العمالة الهندية في بيتي منذ السبعينيات وتعلق كثير من أبناء أسرنا بالعمالة الهندية، لدرجة أن بنتي اللتين نشأتا بوجود إحدى المربيات الهنديات في المنزل، طلبتا منا أن نسافر إلى الهند لمقابلة المربية التي اعتادتا عليها فحققت طلبهما وسافرنا إلى الهند مع العائلة للقاء «سبينا» المربية الهندية التي فوجئت بزيارتنا لها في منزلها في «كوا»، وفي منزلها شاهدت صورة ابنتي في صالتها؛ لحبها وتعلقها بهما.
والمربية الفلبينية لأحفادي أيضا كانت مربية تحب الأطفال ولقد تعلقت بهم، وقد اعتاد أولادي أن يقدموا لها هدايا بمناسبة عيد ميلاد المسيح وفي كل سفرة يشترون لها الصوغة (الهدية)، هكذا كانت العلاقة بين المربية الفلبينية وأحفادي دون أي تدخل من السفارة الفلبينية.
وأخيرا، لابد أن نحيي الوزير الشيخ طلال الخالد على مواقفه الصلبة تجاه تدخل السفارة الفلبينية بشأن العمالة المنزلية.
من أقوال المغفور له بإذن الله الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه: «لن نسمح بالمساس بكويتنا الغالية وإن غدا بإذن الله سيكون أفضل من يومنا».
والله الموفق.
الأنباء
التعليقات
ادارة الموقع غير مسئولة عن تعليقات المشاركين
واى اساءة يتحملها صاحب التعليق وليست ادارة الموقع