آراء ومقالات المزيد

حدث | آداب المساجد - بقلم : د. نرمين الحوطي

20/06/2018 12:12 ص
حدث | آداب المساجد - بقلم : د. نرمين الحوطي
**

لا أذكر أن والدتي قالت لي يوما كلاما إنشائيا عما يجب أن يفعل وما لا يجب أن يفعل في المسجد لكنه كان سلوكا واضحا منها وعبارات تربوية قصيرة ونظرات من العين تمثل لي أصل السلوك القويم في احترام بيوت الله وكيفية التصرف أثناء التواجد بها.

ذلك ما كان بالأمس وما تربينا عليه وهذا لا يقتصر عليّ فقط بل الكثير والعديد من المجتمعات قامت تربيتهم على ما يشاهدون من سلوك آبائهم والعبارات الوجيزة التي تقال لهم والنظرة التي تفهم قبل الحديث «زمان أول ويا حلوه من زمان».

أما اليوم ففقدنا العبارة الوجيزة وأصبحت سلوكيات البعض لا تؤثر في أطفالهم بل البعض أصبحت سلوكياتهم هي مشكلة مجتمعنا في تربية أطفالهم أما النظرة فأصبح الجميع يرتدي نظارة تحجب ليعرف الطفل منها خطأه.

بالأمس بالقريب كان الجميع يقيم صلاة العيد في جميع مساجد الدولة وأعتقد ما أتحدث به لا يخص فقط الكويت بل الكثير يشتكي من تلك القضية وهي تواجد الأطفال في المساجد لمشاركتهم في صلاة العيد وتدريبهم على كيفية أدائها وغرس الحرص والالتزم بوجدانهم على تأديتها عند الكبر، كل ما ذكرناه هي عوامل إيجابية لا بد من غرسها في نفوس أطفالنا وهذا ما تربينا عليه بالأمس.

أما اليوم فتلك هي مشكلة مجتمعاتنا، فبالأمس أتذكر عندما كنت أذهب مع والدتي وما أراه من تصرفات وسلوكيات غرست بي إلى الآن وأتذكرها بالنظرة والعبارة منها التزام بالهدوء وكثرة الاستغفار أثناء خطبة العيد وأيضا الحمد لله والشكر له وصلاة ركعتين تحية المسجد ونظافة المكان وعدم إلقاء الطعام على الأرض ذلك ما كان بالأمس وهذا ما تربى عليه العديد منا، ولكن البعض اليوم تناسوه وهذا ما نراه عندما تأتي بعض الأمهات للمسجد مع أطفالهن وتلتهي بالهاتف النقال تاركة الأطفال يلهون في المسجد باللعب والصراخ، بالاضافة الى ذلك نجد الأطفال يأتون المسجد ومعهم الطعام والحلوى التي يقومون بأكلها وإلقاء أغلفتها على الأرض، فأين هي الأم من تلك السلوكيات وقدسية المكان؟! للأسف نجد البعض منهن ممسكات بالهاتف لاهيات به عن أطفالهن بل نجد البعض أثناء الخطبة يقوم بالتقاط الصور لوضعها في وسائل التواصل الاجتماعي، لتقول إنها تؤدي فريضة صلاة العيد تاركة أطفالها يلهون ويلعبون في المسجد ولا نمتلك إلا النظر والاستغفار، سؤال يطرح نفسه: عزيزتي الأم في ذلك العصر هل تعتقدين بأنك غرست في طفلك ما هي صلاة العيد وكيفية آدائها واحترام بيوت الله؟!

مسك الختام: (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والأصال) (36) سورة النور.

Nermin-alhoti@hotmail.com

الأنباء

التعليقات

ادارة الموقع غير مسئولة عن تعليقات المشاركين واى اساءة يتحملها صاحب التعليق وليست ادارة الموقع

آراء ومقالات المزيد
كاريكاتير المزيد