آراء ومقالات المزيد

حدث | ما أروع السكون والإنطلاق! - بقلم : فاطمة المزيعل

17/04/2024 12:33 ص
حدث | ما أروع السكون والإنطلاق! - بقلم : فاطمة المزيعل
**

كثيرة هي المرات التي تجد نفسك فيها جالسا مع أشخاص لا تشعر بالارتياح معهم، أشخاص لا يتمتعون بحسن الحديث والكلام، أشخاص يأتون بأنواع مختلفة، شخصياتهم مستفزة للغاية والتعامل معهم أشبه بالعذاب، أشخاص طفيليون، حسودون فضوليون، غير محبوبين، أشخاص متغطرسون مستمتعون غير مبالين مهووسون بذواتهم، أشخاص يقللون من شأن الآخرين..إلخ، يجعلونك تشعر بعدم الاستلطاف! والاستياء والنفور.

في الحقيقة، إن أغلبنا مر أو ما زال يمر بمثل تلك المواقف ويجد صعوبة في قدرته على التخلي عن مثل تلك العلاقات، وكأنه مجبر عليها!

ولنبدأ من هذه الكلمة ألا وهي «الإجبار»، تأكد دائما أن أي سلوك تقوم به وتشعر أنك مجبر عليه يكون مربوطا بعقلك اللاواعي، وهو القائد الذي يجبرك على هذا السلوك، على سبيل المثال كالمجاملات الكاذبة، حيث تقوم بالتصرف والتظاهر بطريقة راقية، وجل اهتمامك رأي الناس بك والسعي لتكوين سمعة طيبة عنك، خوفا من إطلاق الآخرين لأحكام سيئة عليك، وسلوك كهذا سيجلب لك الكثير من المشاكل؛ لأنه سيجعلك في حالة منافسة دائمة وسيشعرك هذا بالتقيد، وفي المقابل سيغرقك بسعادة مزيفة.

الخوف من الشعور بالرفض، ما سيجعلك تتمسك بعلاقات مزيفة خوفا من أن تصبح وحيدا أو منبوذا لا أحد يحبك، وقد يكون هذا نابعا من رغبتك انت، لكن سيشعرك بالارتباك والاضطراب والضعف بمجرد أن يتخلى أحد عنك أو يقل عدد علاقاتك.

وهنا عليك التحرر من الخوف والسعي الى رفع قيمتك الذاتية، وألا تجعل من هذا الخوف يدخلك بعلاقات مزيفة تجنبا من الاتهامات التي سيقذفها الناس في وجهك.

فيجب عليك أن تكون «أنت»، وتفعل الشيء الذي يشعرك بالراحة السلام، ولكن حبذا لو فعلته بلطف وبحب، فسيصل هذا الشعور للآخرين صدقني، سيصل لهم سواء إن كان شعورا صادقا أو شعورا متصنعا، لذلك قف وقفة حقيقية مع نفسك، وقم بحسم الأمور بلا تردد، فحياتك أولى وأحق أن تعيشها وتركز فيها.

فليس من الأنانية أن تتخلص من العلاقات غير المناسبة او المزيفة او المستنزفة لك، بل هذا من أبسط حقوقك، وانا لا اشجع هنا على قطع العلاقات بقدر ما اشجع على عملية التقليم.

اصنع حياتك بنفسك، وعليك أن تدرك أن ميدانك الأول هو «نفسك»، فالناس في هذه الحياة على أنواع هناك من يصنع الأحداث، وهناك من يتأثر بما يحدث، وهناك أناس لا يدرون ماذا يحدث، وهنا يقع على عاتقك أن تقرر من ستكون من بين هؤلاء؟

لا تتقيد، لا تتصنع، لا تجبر نفسك على شيء، كي لا تصبح كالدمية التي يحركها الآخرون كما يريدون، بلا هوية ثابتة أو رأي، كي لا تجد حياتك تدور حول احتياجات الآخرين وآرائهم لا احتياجاتك.

وثق بأنك ستتشافى مع الوقت بعد تقليمك لأي علاقة تكون انت مجبرا عليها، فلا تستعجل الأمور، وستشعر بعد فترة أن علاقاتك قد أصبحت معدودة، وقد تكاد ان تكون وحيدا وتشعر بالملل والإحباط، ولكن تأكد أنها «مرحلة السكون» التي تسبق مرحلة الانطلاق.

ومــا أروعــها من مرحـلة، حيث إن الفكرة الأساسية هــي أن هذا الوضع المؤقــت سيحررك من الزيف ويمهد لك الطــريق لفتح أبواب علاقات أفضل مع أشخاص أوعى وانضج.

وتأكد دائما أن أي علاقة حقيقية ونابعة من شعور حقيقي ستثمر وتجمل روحك وحياتك وستكون المنفعة متبادلة كلها دعم وتطوير وتكامل وحب.

الأنباء

التعليقات

ادارة الموقع غير مسئولة عن تعليقات المشاركين واى اساءة يتحملها صاحب التعليق وليست ادارة الموقع

آراء ومقالات المزيد
كاريكاتير المزيد