آراء ومقالات المزيد

حدث | إصلاح التعليم - بقلم : عادل نايف المزعل

18/07/2019 12:07 ص
حدث | إصلاح التعليم - بقلم : عادل نايف المزعل
**

ألغت وزارة التربية العام الماضي صلاحيات الموجه الفني، فالوزارة بحاجة الى جهة رقابية على المدارس كالموجه الفني.

ودور الموجه الفني في المدرسة تقييم العملية التعليمية من حيث اداء المعلمين والتجهيزات اللازمة لتسهيلها وبعض العوائق التي تعوق سير العملية التعليمية ممن هم في الميدان.

ولا ننسى ان المناهج الدراسية في تطور مستمر، ويحتاج المعلمون لمن يقوم بتدريبهم عليها ويلجأون الى هؤلاء المدربين اذا حصل قصور في فهمهم لها.

كما ان للموجهين دورا في كتابة التقارير الخاصة بمدى التزام المعلمين بالنشرات الخاصة المرسلة من الوزارة وقطاع المناهج، حيث ان هذه القطاعات ليست لها القدرة البشرية على متابعة هذه النشرات، كما أنها ليست لديها القدرة الفنية على فهم مقترحات المعلمين، كما ان للتوجيه الفني دورا مهما في وضع الاختبارات، ومن ثم متابعة نتائج هذه الاختبارات ووضع المقترحات الخاصة بنتائج هذه الاختبارات سواء من ناحية تدريب المعلمين او انهاء خدمات من لا يصلح منهم وكذلك وضع الخطة المناسبة للارتقاء بالطلاب الضعاف.

لابد من إعادة صلاحيات الموجه الفني في تقييم جميع المعلمين وأن يكون للموجه الفني مسمى معتمد عند الديوان في الهيكل التنظيمي لوزارة التربية، وإذا لم ترجع صلاحيات الموجه فليس له أي داع لزيارة المعلمين، ويكتفي هذا الموجه بزيارة رئيس القسم فقط.

ومن مساوئ عدم زيارة الموجه للمعلمين هي عدم اهتمام بعض المعلمين بالموجه، فإنه يعلم ان زيارته لا تسمن ولا تغني من جوع.

وأود ان اتطرق الى مكانة المعلم، فالتقدم الإنساني في مختلف المجالات منوط بالمعلمين وما يقدمونه من علم ونحن في الكويت يحظى المعلمون على المستوى الرسمي بالتبجيل والاحترام، وها هو صاحب السمو الأمير، حفظه الله، يكرم المعلمين في يوم المعلم ويشد على أياديهم، مباركا لهم جهودهم وتميزهم.

أما الصورة على الجانب الآخر فليست ناصعة ولا مشرقة تقريبا، فالمعلم الذي يفني عمره كالشمعة من أجل أن ينير لأبنائنا الطريق، والمعلم الذي يصل الليل بالنهار في عمل متواصل كالنحلة التي تدخل البستان وتنتقل من زهرة الى اخرى لتمتص رحيقها لتخرجه لنا في النهاية عسلا فيه شفاء للناس، وكذلك المعلم الذي يعطي حصاد عمله لأبنائه، تجده بعض الاحيان هدفا للاعتداء من بعض الطلاب وأولياء الأمور، بدلا من ان نبجله ونحترمه نعتدي عليه وعلى مكانته العلمية.

فاذا تعثر طالب في مدرسته فهو المسؤول الاول والأخير عنه، والمعلم في الماضي كانت مكانته كبيرة وعظيمة، وقد كنا نخشى ان نمر امامهم احتراما وتقديرا لهم، فقد انحرفت القيم والمفاهيم فلابد من تحسين المعيشة للمعلم وان نغرس احترامه ومكانته في النفوس، وعلى وزارة التربية ان تعمل جاهدة على حفظ مكانة وهيبة المعلمين وان تغنيه عن العمل في وظائف اخرى وان تضرب بيد من حديد على ايدي بعض الطلاب العابثين والمشاغبين الذين لا يقيمون وزنا للمعلم او ادارة المدرسة.

فقد هزمت فرنسا في ثلاث حروب واخذوا يبحثون عن السبب فوجدوه التعليم واصلحوا تعليمهم بأن رفعوا درجة المعلم فنهضوا ونفضوا عنهم غبار الهزيمة، وكذلك فعلت اليابان فالمعلم هناك يتقاضى اعلى راتب في الدولة.

وفي ختام كلامي هذا اكرر لا بد من إلغاء قرار زيارة الموجه الفني لرئيس القسم وتقييمه فقط ولا بد ان يوجه على جميع المعلمين وتقييمهم.

قال الشاعر:

قم للمعلم وفه التبجيلا

كاد المعلم ان يكون رسولا

أعلمت اعظم او أجل من الذي

يبني وينشئ انفسا وعقولا

اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها والمسلمين من كل مكروه، اللهم آمين.
 
الأنباء 

التعليقات

ادارة الموقع غير مسئولة عن تعليقات المشاركين واى اساءة يتحملها صاحب التعليق وليست ادارة الموقع

آراء ومقالات المزيد
كاريكاتير المزيد