آراء ومقالات المزيد

حدث | اجبروا الخواطر.. تدفعوا المخاطر! - بقلم : يوسف عبدالرحمن

19/10/2018 12:31 ص
حدث | اجبروا الخواطر.. تدفعوا المخاطر! - بقلم : يوسف عبدالرحمن
**

y.abdul@alanba.com.kw

أحقر البشر خلقاً من شبع منك وأنكر فضلك وقال عنك ما ليس فيك!

في الحياة يطرق أذننا مصطلح (جبر الخواطر).

هو خلق إنساني إسلامي عظيم، وهو سمو نفس وعظمة قلب وسلامة صدر ورجاحة عقل!

في الحياة نفوس كثيرة كُسرت وأُذلت وأهينت وانداست!

وفي الحياة أيضا مخاطر وابتلاءات ومصائب يدفعها الله عنك بالصدقة وأيضا (جبر الخاطر).. وتقول: كيف؟

الله تعالى يقول في محكم التنزيل (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم..) الشورى 30.

وفي موضع آخر: (ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين..) محمد 31.

قارئي الكريم العزيز: اعلم أن من أعظم القربات الى الله عز وجل أن تجبر خاطر موظف، أو جار أو عابر سبيل، أو حتى خادمك في المنزل أو حارس بيتك أو طباخك!

الصدقة تطفئ غضب الرب وتقي مصارع السوء.

وجبر الخاطر خصلة إنسانية مفقودة في هذا الزمان فاحرص عليها!

جاء في الأثر أن امرأة مرت بجانب رجل مجذوب، وبيده عود يرسم به على الأرض، فشفق قلبها عليه وسألته: ماذا تفعل هنا؟

قال: أرسم الجنة وأقسمها الى أجزاء، فابتسمت.

قالت له: هل يمكن أن آخذ قطعة منها؟ وكم ثمنها؟

نظر إليها وقال: نعم أحتاج فقط إلى عشرين ريالا.

أعطت المرأة المجذوب عشرين ريالا وبعض الطعام وذهبت.

وفي ليلتها رأت في المنام أنها في الجنة، وفي الصباح قصّت الرؤيا على زوجها وما جرى معها مع الرجل المجذوب.

فقام الزوج وذهب الى الرجل المجذوب ليشتري قطعة منه، وقال له: أريد أن أشتري قطعة من الجنة، كم ثمنها؟

قال الرجل المجذوب: لا أبيع.

فتعجب الرجل، وقال له: بالأمس بعت قطعة لزوجتي بعشرين ريالا.

فقال الرجل المجذوب: إن زوجتك لم تكن تطلب الجنة بالعشرين ريالاً، بل كانت تجبر بخاطري، أما أنت فتطلب الجنة وحسب، والجنة ليس لها ثمن محدد، لأن دخولها يمر عبر «جبر الخواطر» يا هذا!

٭ ومضة: اجبروا خواطر المنكسر والمظلوم، واعلموا أن من سار بين الناس جابراً للخواطر أنقذه الله من جوف المخاطر!

٭ آخر الكلام: يقول الإمام سفيان الثوري: «ما رأيت (عبادة) يتقرب بها العبد الى ربه مثل جبر خاطر أخيه المسلم».

وهذا ممتد الى الديانات الأخرى (اجبر خواطرهم) فكلنا أمام الله سواسية.

٭ زبدة الحچي: لتعلم عزيزي القارئ أن كلمة (الجبر) مأخوذة من أسماء الله الحسنى فهو الذي (يجبر) الفقر بالغنى والمرض بالصحة والخيبة والفشل بالتوفيق والأمل، والخوف والحزن بالطمأنينة، فهو جبار متصف بكثرة (جبره) حوائج الخلائق!

من أعمال جبر الخواطر تعزية أهل الميت عند فقد ميتهم، احتضان الأيتام وسد حاجاتهم، وأيضا المساكين والفقراء والمعوزين.

ما أكثر (المنكسرين) في هذا الزمن لفساد الذمم وسوء الأخلاق.. تذكروا.. تطييب الخواطر لا يحتاج إلا لكلمة طيبة تدخل بها الفرحة على إنسان مهزوم متحطم، وإن فعلتها فأنت (الفائز) فلا تبخل على نفسك وتذكر: (من سار بين الناس (جابرا للخواطر) أدركته العناية ولو كان في جوف المخاطر)، وحاذروا: فالقلب الذي تسعده الأشياء الصغيرة، تؤذيه التفاصيل الصغيرة أيضا!

يا الله.. اقرأوا معي:

اذا امتلأت كف اللئيم من الغنى

تمايل إعجابا وقال أنا أنا

ولكن كريم الأصل كالغصن كلما

تحمل أثمارا تواضع وانحنى!

اعملوا بهذا: الاحترام تربية وليس ضعفا والاعتذار خلق وليس مذلة.

يا رب: اجبر خواطر المنكسرين!

الأنباء

التعليقات

ادارة الموقع غير مسئولة عن تعليقات المشاركين واى اساءة يتحملها صاحب التعليق وليست ادارة الموقع

آراء ومقالات المزيد
كاريكاتير المزيد