آراء ومقالات المزيد

حدث | الحداثة والهولوكوست! - بقلم : يوسف عبدالرحمن

20/04/2018 01:12 ص
حدث | الحداثة والهولوكوست! - بقلم : يوسف عبدالرحمن
y.abdul@alanba.com.kw

بالأمس وأنا أقرأ كتاب «الحداثة والهولوكوست» تذكرت وترحمت على أستاذنا عبدالوهاب المسيري ـ رحمه الله ـ الذي أول من فطن إلى أهمية كتاب «الحداثة والهولوكوست» للمفكر اليهودي المعاصر «زيجمونت باومان» وهي الترجمة الأولى للكتاب بعد مرور ما يقرب من ربع قرن على صدوره عام 1989.

وصف الصورة

أما زيجمونت باومان فلقد ولد لأسرة يهودية پولندية عام 1925 وخدم في الجيش الپولندي الذي منحه وسام الصليب العسكري للشجاعة عام 1945، سافر إلى الكيان الإسرائيلي ودرس في جامعة تل أبيب لمدة 3 سنوات ثم عمل في جامعة ليدز البريطانية في سبعينيات القرن ومن أشهر مؤلفاته:

ـ الحداثة والهولوكوست.

ـ الحداثة والإبهام.

ـ الحداثة في مرحلة السيولة ـ الحب في مرحلة السيولة ـ الثقافة في مرحلة السيولة.

وهو من أبرز علماء الاجتماع في نقد الحداثة الغربية.

الكتاب 365 صفحة، وهو من إصدارات «مدارات» للأبحاث والنشر، وقد ترجم الكتاب كل من د.حجاج ابوجبر ود.دينا رمضان وبذلا جهدا كبيرا في تبسيط مفرداته وإيصال رسائله.

وهو كتاب يسلط الضوء على الهولوكوست ويجيب عن السؤال الذي دائما يطرح: لماذا حظيت الهولوكوست بهذا الاهتمام الكاسح دونا عن كل الجرائم التي اقترفتها الإمبريالية الغربية؟

هنا فقط نتذكر العلامة الأديب المؤرخ عبدالوهاب المسيري ـ رحمه الله ـ الذي أثار وكتب وذكرنا ـ بأن الهولوكوست هي اول مذبحة غربية تقوم بها الإمبريالية داخل أوروبا وضد أوروبيين (ونحن أبرياء كبراءة الذئب من دم ابن يعقوب)!

لقد وظف الصهاينة قدراتهم المالية والإعلامية لابتزاز الغرب لشرعنة وجود الكيان الإسرائيلي!

لقد ذبح النازيون خمسة عشر مليونا!

وقصفت اليابان بقنبلتين ذريتين!

وذبح الصهاينة في فلسطين مئات الآلاف من الفلسطينيين العرب منذ احتلال فلسطين حتى اليوم!

وهناك الكثير من المجازر التي ارتكبت، كما يقوم الجيش البورمي بتقتيل وتهجير مسلمي بورما من «الروهينغيا» في اكبر مأساة عصرية، وأيضا ما عاناه الشعب السوري من قتل وتهجير ولجوء!

إنها جرائم «نازية جديدة» حسب مسمياتها الجديدة!

أما آن الأوان لجمعيات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان في كل مكان ان تشير الى مواقع الحروب القائمة وتحاول وقفها إنقاذا للبشرية من ويلات الحروب بطريقة شفافة في عمل مؤسسي عالمي يوقف البطش البشري في شريحة المتضررين من بني الإنسان في مشارق الأرض ومغاربها؟!

ومضة: من تابع المؤرخ عبدالوهاب المسيري، عليه رحمة الله، يجد انه من العرب القلائل الذين نشطوا في الخطاب الحضاري الغربي لتوثيق ما قام به الغرب من إبادة وما أدخله من تلاعب بالمستويات ونزعها من سياقها الغربي والسياسي الحديث.

الكتاب مادة غزيرة من المعلومات التاريخية للجماعات والقوميات وتعددية السلطة والطبيعة الاجتماعية للبشر والعيش في عالم أحادي البعد!

آخر الكلام: الكتاب يمر بك في محطات كثيرة مع ذكرى الهولوكوست بعد مرور اكثر من نصف قرن ولا يزال هناك كثير من البشر لا يصدق وقوع الهولوكوست (المحرقة)!

كانت الهولوكوست هي «الواقعة» التي ابتزت بها إسرائيل الدول الأوروبية وحملتهم جميعا المسؤولية ول اتزال تمارس هذا الابتزاز حتى يرث الله الأرض ومن عليها لأنهم يتقنون ما يفعلون!

زبدة الحچي: استطاع اليهود من خلال الهولوكوست ان يجمعوا ملايين الملايين باعتبار انهم ضحايا الهولوكوست على يد أعداء السامية!

لقد صنع اليهود «الكائن المستباح» في واقعة الهولوكوست ونشطوا في همة وإخلاص لتطبيق هذه المذبحة على أهلنا في فلسطين بعيدا عن المبادئ الأخلاقية التي يتشدقون بها، ورفعوا شعار ان التحكم في الماضي هو مفتاح التحكم في الحاضر والمستقبل!.. ونحن للأسف سمحنا لهم بهذه الفرصة!
 
الأنباء 

التعليقات

ادارة الموقع غير مسئولة عن تعليقات المشاركين واى اساءة يتحملها صاحب التعليق وليست ادارة الموقع

آراء ومقالات المزيد
كاريكاتير المزيد