آراء ومقالات المزيد

حدث | الفقد..وجع إنساني! - بقلم : يوسف عبدالرحمن

12/12/2018 12:49 ص
حدث | الفقد..وجع إنساني! - بقلم : يوسف عبدالرحمن
**

y.abdul@alanba.com.kw

الوجع.. نوع من الألم.

والوجع الإنساني قد يكون ظاهرا أو خفيا.

أحيانا تسمع ونحن في هذه الحياة (آه) يطلقها إنسان موجوع.

هناك «دموع وآلام ومناظر ومشاهد دم ومعاناة» هنا وهناك كلها ومرجعها «الوجع الفقدي».

قالوها: هل أبكي وجعا، أم أنام لغدٍ أجمل، هل أعاتب قلبي، أم أبوح لغريب بأنني أتألم؟!

الوجع ليس شرطا أن يكون «بكاءً» ظاهرا.

عجيبة هذه الدنيا: عندما تموت سيحزنون عليك كثيرا، لكن لفترة وينسونك، اللهم خاصتك الذين كنت عندهم عزيزا وأنت حي وميت!

أكبر جريمة يقوم بها الإنسان في حياته أن «يدوس» هؤلاء المكلومين الذين فقدوا «عزيزا» عليهم إلى كل أولئك الذين «يعانون» الوجع والألم في الفقد والغياب أقول لهم: تذكر من خلقك وهو القائل: (ولسوف يعطيك ربك فترضى).

المتعارف عليه اليوم أن «الوجع» يعني تألم الإنسان لأمر ما!

إذن.. الوجع غصة وألم وندم وإحساس فظيع غارق في أعماق بعثرة الذات!

إن أسمى مراتب الإنسانية في سموها هو أن تدخل الضحكة والبسمة على «محزون موجوع».. هذه أعلى مراتب درجة الإحساس الإنساني.

ومضة: إذا حزن القلب انعكس هذا على الروح ودخل الإنسان في مرحلة أسميها «الوعي واللاوعي».

ألم يعصرك في داخلك ينتزع ذاتك وينخلع قلبك من أضلعك ويتحوّل هذا العالم الفسيح إلى «مدينة صغيرة حزينة».. وتشعر بأنك في «قفص» تلهث تريد نسمة أوكسجين!

في أحزانك، الناس يبتعدون عنك وهناك من «يرقص» على «وجعك وألمك» وهؤلاء هم أحقر البشر!

في أحزانك وأوجاعك تضيق الشواطئ والصحارى وتدخل «النفس الإنسانية» إلى غرفة منعزلة لتمارس طقوسها من العزلة عن البشر، اللهم إلا قلة هي «نخبة البشر» في مشاعرهم وأحاسيسهم!

الدنيا تعلمك «المراوغة» في زمن الثعالب الذين يقتلون القتيل ويمشون في جنازته!

أنا سعيد الحظ أنني وجدت من أساتذتي من وجهوني إلى «العمق الإنساني» وقرأت معظم ما كتبته الذاكرة الإنسانية في التراجيديات الكبرى التي صنعت الأدب الإنساني على مرّ العصور، مثل: الإلياذة والأوديسة في التراث الإغريقي وغيرها مثل البهامها راتا الهندية وألف ليلة وليلة في التراث الإسلامي والكوميديا الإلهية في التراث المسيحي.. قيم أخلاقية جسدّت «الوجع» والتفكير بعمق في تخطي الألم وأخذ طاقة الحزن الإيجابية فقط!

آخر الكلام: الغائبون دائما «ضربة موجعة» لا تكف عن النزيف، نحاول أن نتعايش مع ما يحمله التذكار من وجع لكن سحقا للواقع يأبى إلا أن يذكرنا بمرارة هذا الفقد، والنصيحة أن تتعلم أنك وحدك في هذا الحزن الدامي وإياك أن تثق بأحد مهما كانت قوة علاقته بك وأنه سينسيك أو يتذكر وجعك وألمك في هذا العالم المادي!

لن يقول لك أحد: أنا أشعر بك.. واعتمد على الله عزّ وجلّ وواصل حياتك وادعو «أن الله يفكك من شرهم»!

زبدة الحچي: تتعدد الأوجاع والآلام فهناك ألم الرومانسية، والألم الفلسفي، والألم الإنساني، والألم الإيجابي.

أنا سأسترسل في «الألم الإنساني» لأنه نتاج الواقع المعيش بكل صوره، وإذا كانت هناك «دمعة ألم ووجع» فهي إلى هذا الكم من «المحتاجين - المعوزين - المرضى - المظلومين - المنكوبين»!

لا يكفي الألم والأسى مع كل هؤلاء «المعذبين والمظلومين»!

في كل يوم جديد ينضم كم من «المحزونين الفاقدين لعزيز» إلى المسيرة الإنسانية مصاحبا هذا «ألم» وإحساس بالتمرد ونقمة سرعان ما يزيلهما من كان «مؤمنا موحدا» ولهذا اختلفنا عن غيرنا فهناك شعوب لا تتحمل هذا الفقد فتمارس الانتحار!

إن أنانية الإنسان تكبر ولا تصغر وهذا يوضح مدى انحطاط هذا الإنسان عن غيره.. فكن إيجابيا في حياتك ولا تزيد وجع الفاقدين!

الأنباء

التعليقات

ادارة الموقع غير مسئولة عن تعليقات المشاركين واى اساءة يتحملها صاحب التعليق وليست ادارة الموقع

آراء ومقالات المزيد
كاريكاتير المزيد