آراء ومقالات المزيد

حدث | حليمة! - بقلم : يوسف عبدالرحمن

26/09/2018 12:35 ص
حدث | حليمة! - بقلم : يوسف عبدالرحمن
**

y.abdul@alanba.com.kw

الحياة مدرسة الاحتمالات والأمثال والحكم والمقولات!

والحياة مُعلم لا يمكن وصفه..

حاتم الطائي شخصية عربية عُرفت بالكرم، وإذا قيل لك أنت كحاتم الطائي فاعلم أنك ارتقيت المجد والكرم من كل جوانبه، وإن كان في ذاكرتي أكثر من حاتم ظهر وفاق حاتم الطائي بكرمه وجزالة عطائه وبذله..

هذا الرجل الكريم «حاتم الطائي» ابتلي في حياته بزوجة بخيلة!

اسمها حليمة، هو اشتهر بالكرم كما اشتهرت هي بالبخل كانت إذا أرادت أن تضع سمنا في الطبخ وأخذت الملعقة ترتجف في يدها فأراد حاتم ان يعلمها الكرم فقال لها: ان الأقدمين كانوا يقولون ان المرأة كلما وضعت ملعقة من السمن في طنجرة الطبخ زاد الله في عمرها يوما،

فأخذت حليمة تزيد ملاعق السمن في الطبخ حتى صار طعامها طيبا وتعودت يدها على السخاء!

وشاء الله ان يفجعها بأحب ما لديها ابنها «الوحيد» الذي كانت تحبه وتغليه أكثر من نفسها فجزعت من وقع المصيبة وتمنت الموت لحاقا به، ولهذا بدأت تقلل من وضع «السمن» في الطبخ حتى يأخذ الله أمانته وتلحق بولدها!

هنا أطلق الناس هذه المقولة «عادت حليمة لعادتها القديمة»!

ومضة: اسم حليمة جميل ويعود نسبه الى حليمة بنت الحارث الغساني، ومعنى الاسم صفة من «الحلم وهو العقل»، وله أسماء متشابهة مثل: حالمة، حلمية، حلمي.. وهكذا.

أشهر اسم لحليمة أراه في «مرضعة» الرسول صلى الله عليه وسلم «حليمة السعدية»، وهي من بني سعد بن بكر من هوازن، ويكفيها شرفاً وسمواً أنها من أرضعت نبي هذه الأمة صلى الله عليه وسلم تربى في حجرها سنواته الأولى مع أخته الشيماء.

آخر الكلام: وأنا أكتب هذا «المقال» أترحم على كل من تحمل اسم «حليمة» أكانت أما أو زوجة أو أختا، عمة، خاله، ابنة، أما الأحياء منهن فأقول يكفيكن فخرا أنكن تحملن اسم مرضعة الرسول صلى الله عليه وسلم.

وأثمن ما يعطي إنسان لإنسان..النصيحة.

زبدة الحچي: في قصة «زوجة حاتم الطائي» نستفيد بأن الطبع يغلب التطبع، بمعنى ان كنت بخيلا فلا يمكن أن تكون كريما!

فالطبع يغلب التطبع، فمثلا تعالوا نتوقف عند هؤلاء الذين يربون «الأسود والنمور والذئاب والضباع والتماسيح».. كل هذه الحيوانات طبعها الافتراس.. فكيف تأمن لها؟! ومن قال إنها لا تعود الى طبيعتها؟

الطبع يغلب وتعود الى وحشيتها مهما بذلت في الأسباب!

وإن مسؤولية الدولة حماية الناس من هذه الهوايات الخطرة، بتطبيق القانون دون هوادة!

أما في قضية «حليمة»، فقدوتنا ومن نفخر بإنجازاتها هي حليمة السعدية مرضعة الرسول صلى الله عليه وسلم.

تبقى الدنيا مليئة بالأمثال والمقولات والحكم.. والذي يعيش يعلم ما لا يعلم وفي هذا كله عبرة لمن يعتبر.. ومن أوتي الحكمة والأناة فقد أوتي خيرا كثيرا..

في أمان الله.

الأنباء

التعليقات

ادارة الموقع غير مسئولة عن تعليقات المشاركين واى اساءة يتحملها صاحب التعليق وليست ادارة الموقع

آراء ومقالات المزيد
كاريكاتير المزيد