**

تابعنا افتتاح القمة الخليجية 39 لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في الرياض، رغم الخلاف العميق الذي ضرب العلاقات الخليجية منذ عام ونصف، وطوال هذه الفترة سعى صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله ورعاه، إلى حل الخلاف بين الأشقاء.

كان لعقد قمة مجلس التعاون في الكويت بداية الأمل لعودة العلاقات الخليجية إلى عهدها ووضعها الطبيعي كمجلس تعاون يضم 6 أعضاء لا خلافات بينهم، وكانت رسالة للخارج أن المنظومة الخليجية رغم خلافها الداخلي، إلا أنها قوية في مواجهة التحديات الدولية والإقليمية للحفاظ على استقلالها وأمنها ووحدة صفها، ويمكن القول إن قمة الكويت هي قمة ستذكر تاريخيا أنها حافظت على بقاء مجلس التعاون من التفكك والانهيار.

وقمة الرياض هي استكمال للحفاظ على البيت الخليجي، وأن اجتماع هذا المجلس يعطي شعوب دول الخليج الشعور بالاستقرار والأمن والأمان، رغم عدم وجود مؤشرات أو بوادر لانتهاء الأزمة الخليجية وحلها إلى أنها كما ذكرنا للحفاظ على بقاء هذا المجلس.

كلمة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد في القمة الخليجية كانت مؤثرة جدا، ملامسة للقلوب، استشعرنا فيها مدى خطورة المرحلة التي وصلنا فيها في الأزمة الخليجية وأن استمرار وجود الأزمة بدون حل يضعف المنظومة الخليجية.

كما أن كلمة سموه وضعت خارطة طريق لحل الأزمة الخليجية، بوقف الحملات الإعلامية التي لم تهدأ منذ بداية الأزمة الخليجية من كل الأطراف في المحطات والقنوات التلفزيونية والإخبارية والصحف الخليجية، كل هذا ساعد في بقاء الخلاف مستمرا.

متى ما توقفت الحملات الإعلامية ستظهر بوادر حل الأزمة الخليجية، وأن تحل بالطرق الديبلوماسية على المستوى السياسي وأن تعود العلاقات بين جميع الدول موضع الخلاف إلى سابق عهدها في مجالات النقل والمواصلات والتجارة والتعليم والصحة وغيرها.

فعل اختصر الكثير من الكلام، عندما تفقّد صاحب السمو علم دولة قطر الشقيقة، وصلت إلينا مشاعره وحرصه واهتمامه على بقاء مجلس التعاون، وعلى ألا نفتقد مستقبلا أحد أعضائه فقوتنا في اجتماعنا وابتعادنا ضعف.

الأنباء