آراء ومقالات المزيد

حدث | على رسلكم ليس كلهم يريدون قتلنا! - بقلم : د. سامر أبورمان

17/03/2019 01:18 ص
حدث | على رسلكم ليس كلهم يريدون قتلنا! - بقلم : د. سامر أبورمان
**

مع حالة الصدمة والحزن التي يعيشها العالم، ولا سيما المسلمون من الحادثين الإرهابيين اللذين راح ضحيتهما 49 مصليا في مسجدين بنيوزلندا أثناء صلاة الجمعة يوم 15 مارس 2019، ظهرت ردود الأفعال المتنوعة من مختلف المستويات الشعبية والإعلامية والرسمية، والتي اتسم معظمها بمهاجمة العنصرية وخطاب الكراهية المتنامي في الغرب والتخويف من المسلمين، ولكن أظهرت ردود فعل أخرى تبين الفارق في تناول الحوادث الإرهابية التي يتسبب فيها المواطنون الغرب، أو تلك التي يتسبب فيها المواطنون العرب والمسلمون، حيث أطلقت العديد من وسائل الإعلام الغربية على القائم بالحادث الإرهابي بأنه «مسلح» Gun Man، وليس «إرهابي».

ولكن وعلى الرغم من هذه الازدواجية في التعامل مع هذه الحادثة، لابد من التحذير بمقابلة التطرف والكراهية بتطرف في الكلمات والمشاعر فنجمع كل الشعوب الغربية بسلة واحدة وكأنهم يوافقون على ما اقترفه الإرهابي المتطرف، فهناك اختلاف بين الشعوب في نظرتها للإسلام، وحتى المعارضين منهم للإسلام، أو من لا يفضلونه على الإطلاق ولا ممارساته، لا يؤيدون القتل ولا يباركون ما جرى من حوادث إرهابية عنصرية ضد المسلمين.

في كتاب «كيف ينظرون إلينا؟ الإسلام والمسلمون في استطلاعات الرأي العالمية» عرضت لبعض نتائج استطلاعات رأي الشعوب ومنها الغربية عن مدى تفضيلهم الإسلام والمسلمين والتي تبين الاختلاف في نظرتهم بشكل عام ومن قضية لأخرى، فعلى سبيل المثال، جاء الصهاينة الإسرائيليون كأغلب جنسية لا تفضل المسلمين حسب بعض استطلاعات مركز بيو.

وأما ما يتعلق بقبول المهاجرين، فقد كان الشعب النيوزلندي في المرتبة الثانية في قبول المهاجرين من بين 138 دولة حسب استطلاع رأي غالوب العالمي Gallup World Poll عام 2016، وهو ما يوضح أن الحادثة شاذة عن المسار المجتمعي في قبول الآخر المهاجر.

وهكذا تختلف الشعوب بنظرتها للمسلمين والمهاجرين لأسباب عديدة قد يكون بعضها ليس بدوافع عنصرية وكراهية بقدر دوافع اقتصادية وسياسية، والكثيرون ممن يخالطون غير المسلمين في التعليم والتجارة والسياحة وغيرها يتفقون أن القلة القليلة هي تلك المتطرفة الدموية، وهو ما يستدعي بضرورة ضبط انفعالاتنا، وعدم تكرار خطأ غيرنا من الغرب حينما حاربوا المسلمين ككل، وتحميل فئة الغرب ككل ذنب فئة صغيرة من المتطرفين والتغافل عن جهات أخرى مسؤولة من وسائل إعلام وسياسيين محرضين حتى لو كانوا من أبناء جلدتنا.

samir@gulfopinions.com

الأنباء

التعليقات

ادارة الموقع غير مسئولة عن تعليقات المشاركين واى اساءة يتحملها صاحب التعليق وليست ادارة الموقع

آراء ومقالات المزيد
كاريكاتير المزيد