آراء ومقالات المزيد

حدث | غليان مكبوت يخيِّم على العالم - بقلم : فاطمة عثمان البكر

24/05/2019 12:22 ص
حدث | غليان مكبوت يخيِّم على العالم - بقلم : فاطمة عثمان البكر
**

تعيش المنطقة الإقليمية والدولية حالة من الغليان المكبوت، حروب تجري رحاها على الأرض، وأخرى في الفضاء، ومنها في البحور، يعني «أرض جو بحر» بل ومحيطات، وكأن الشرارة تنطلق بكل اتجاه، ومن كل حدب وصوب، مخترقة كل ما تعارف عليه من حدود ضاربة بعرض كل الحواجز والحدود، حالة لم يشهدها العالم في تاريخه من قبل، تهز السلم والاستقرار والأمان التي كان ينشدها العالم في العصر الحديث!

حلمنا في بداية هذا القرن (21) أن يكون عالم السلم والسلام، وإذا بنا اليوم نقف على حافة الحرب الكونية، وأصبحنا اليوم وكأننا نعيش على سطح صفيح ساخن بانتظار الشرارة متى تنطلق ومن أين تنطلق وعلى من تنطلق، حالة يقف السلم والأمن والاستقرار مكتوفة الايدي ذاهلة مستنجدة بأحلام ننشدها وبارقة أمل تنتظرها، وجهود تبذل هنا وهناك لوقف هذا النزيف والتحفز لنزيف ووقف ما استطعنا لذلك سبيلاً، حروب باردة، وحروب ساخنة، مشروع حرب لا يبقي ولا يذر، وكل ذلك والشعوب هي الرقم الأول في تلك المشاريع والضحية الأولى بلا منازع.

وصلنا اليوم ونحن نقف حيارى لما يجري في الشوارع العربية وفي مدن الحزن على وجه التحديد لنقول حربا أو لا حرب، فكل حروبنا مشروعة أو لا مشروعة اصبحت تمل الهروب إلى اللف لم نشهد حربا مشروعة في هذا العصر وبامتياز واقتدار الا عاصفة الصحراء، الحرب المشروعة كانت هي وستظل في قلب التاريخ المعاصر ما أطلق عليها «عاصفة الزهور والخيلاء» وإعادة الحقوق المشروعة والشرعية، وما عداها حروب جانبية، الشوارع تضج بالمتظاهرين تطالب بحقوق مشروعة ثم تتغير الأحوال فتدخل المجالس العسكرية لضبط البلاد والعباد من الفوضى، فتنهض وتنتفض الأحزاب على اختلاف اطيافها فتدخل طرفا في هذه الثورة ثم تتنازع هنا الأحزاب على السلطة فتعود البلاد على كل البشر والحجر أيضاً وهكذا دواليك حتى فرنسا عاصمة الحضارة الراقية والجمال وحاملة أيقونة الثورة الفرنسية بالحرية والعدالة والمساواة، منارة الجمال والرقي ها هي اليوم تغرق أصل شوارعها بالفوضى الشوارعية لتحطم مكتسباتها الراقية الجميلة الحضارية!

حالة من الغليان تسود العالم بأسره، من أين بدأت؟ متى بدأت؟ من يقوم بها؟ العالم «صابته نوبة وحالة من الذهول … إلى أين يسير العالم»؟

كل ما ننشده اليوم هو إيماننا وشكرنا على ما نحظى به من حالة الاستقرار والأمان والسلام أدامها الله علينا، فهي الأمل المنشود في هذا العالم المضطرب.

القبس

التعليقات

ادارة الموقع غير مسئولة عن تعليقات المشاركين واى اساءة يتحملها صاحب التعليق وليست ادارة الموقع

آراء ومقالات المزيد
كاريكاتير المزيد