آراء ومقالات المزيد

حدث | قرار ترامب تحجيم للتدخل الإيراني - بقلم : عبدالمحسن محمد الحسيني

20/05/2018 12:27 ص
حدث | قرار ترامب تحجيم للتدخل الإيراني - بقلم : عبدالمحسن محمد الحسيني
**

يتساءل الكثيرون عن موقف الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربي وتأييد الأشقاء في السعودية والإمارات والبحرين لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي أعلن فيه عن انسحاب الولايات المتحدة الأميركية من الاتفاق النووي مع إيران، فإيران منذ أن وقعت الاتفاق مع الولايات المتحدة الأميركية في عهد الرئيس أوباما والدول الأوربية تظن بأن هذا الاتفاق يسمح لها بالتدخل في الشأن الداخلي لدول مجلس التعاون الخليجي ودول عربية أخرى، وكان أن أعلن قاسم سليماني في رده على وزير الخارجية السعودي عادل الجبير وبتحد بأن إيران اليوم تحتل وتتحكم بأربع دول عربية هي سورية ولبنان والعراق واليمن، وهذا مما يؤكد على عربدة الإيرانيين في منطقة الشرق الأوسط وتدخلهم في الشأن الداخلي لدول الشرق الأوسط، وإيران كعادتها تدعي أنها تسعى إلى إزالة إسرائيل، ولقد دخلت إسرائيل عسكريا في لبنان وغزة ولم تتحرك إيران كما تدعي لنجدة المسلمين في لبنان وغزة، بينما تقوم إيران بالتدخل في عدة دول في المنطقة ومنها سورية التي تتواجد بها قوات إيرانية، وفي لبنان أيضا هي متواجدة من خلال دعمها لحزب الله اللبناني الحليف الرئيسي لإيران في المنطقة، وفي العراق فهي تدير الأمور في القضايا السياسية من خلال حلفائها شيعة العراق، كذلك فهي تتدخل في اليمن، حيث تزودها بكل أنواع السلاح والصواريخ لمحاربة السعودية فهي تهدد المناطق المقدسة للمسلمين في مكة والمدينة دون خجل أو حياء، فهي التي تدعي أنها جمهورية إيران الإسلامية، ولقد وصل تدخلها إلى دعم جماعة البوليساريو في الصحراء المغربية ضد المملكة المغربية، هذا بالنسبة لموقف دول مجلس التعاون المؤيد لقرار الرئيس ترامب.. وكذلك الكويت من خلال وزارة الخارجية أعربت عن احترامها لقرار الرئيس ترامب وأشارت الى أن الكويت تدرك أن هذا الاتفاق النووي مع إيران لا يلبي مشاغل وقلق دول المنطقة جراء السلوك الإيراني السلبي في التعاون مع دولها.

وقد جاء قرار دول مجلس التعاون الخليجي المؤيد لقرار الرئيس الأميركي لما تشعر هذه الدول من قلق وحذر من التدخل الإيراني في الشأن الداخلي لدول المنطقة.

لا شك بأن قرار ترامب سيحجم النشاط الإيراني في المنطقة ويدفعها لأن تتوقف عن تحرشها بدول المنطقة.

إن قرار الرئيس الأميركي ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني ستكون له انعكاسات على الوضع الإيراني، وكان أول هذه الانعكاسات هو هبوط العملة الإيرانية وتدهور الاقتصاد الإيراني، ومن انعكاسات القرار على إيران أيضا امتناع الشركات الأجنبية عن الدخول على خط الاستثمار، كذلك سيؤثر على العلاقات التجارية مع الدول الأوربية التي ستمتنع عن مواصلة التعامل التجاري مع إيران.

ما يهمنا نحن في منطقتنا من القرار الأميركي أنه سيكون له تأثير مباشر على تجميد النشاط النووي والتدخل الإيراني في دول الشرق الأوسط، ووقف تصدير شعاراتها الرنانة في الدفاع عن الإسلام وعن القدس.

أصبح لدى الجميع قناعة بأن هذه الشعارات ما هي إلا عبارة عن شعارات إعلامية دون فاعلية، وجاء هذا القرار ليطلق يد إسرائيل لقصف القواعد العسكرية الإيرانية في سورية ولبنان، وهذا ما يؤدي إلى خروج الخبراء العسكريين الايرانيين من سورية، وكذلك سيكون لقرار ترامب الأثر الفعال والإيجابي على تحجيم وضع حزب الله في لبنان، وستتواصل قصف المواقع العسكرية الإيرانية وحزب الله، حيث أعلن الرئيس ترامب عن ضرورة طردها من الأراضي السورية واللبنانية، وأن قرار ترامب يذكرنا بمواقف الرئيس السابق أوباما والتي كانت متخاذلة وسمح للتدخل الإيراني في المنطقة وإقامة قواعد عسكرية في سورية، ومن آثار قرار الرئيس ترامب هو التغيير الشامل في العراق، حيث بدأت القيادات العراقية تدفع للتخلص من التدخل الإيراني في الشأن العراقي والعودة إلى التضامن العربي.

وسيكون أيضا لقرار ترامب الأثر الإيجابي في الوضع العام في اليمن، حيث سيتم التخلص من الحوثيين حلفاء إيران، إذن فإن قرار الرئيس ترامب له إيجابيات عامة على الوضع العربي مقارنة بمواقف أوباما المتخاذلة والتي شجعت إيران على التغلغل في دول الشرق الأوسط.. ولا يسعنا في الختام إلا أن نحيي الرئيس ترامب.

من أقوال جابر الخير:

«إن الحرية أخذ وعطاء، وإن الإسراف في إطلاق الحريات تبذير وكل تبذير مفسد»

والله الموفق.

الأنباء

التعليقات

ادارة الموقع غير مسئولة عن تعليقات المشاركين واى اساءة يتحملها صاحب التعليق وليست ادارة الموقع

آراء ومقالات المزيد
كاريكاتير المزيد