آراء ومقالات المزيد

حدث | قطر.. وحبات المطر! - بقلم : يوسف عبدالرحمن

19/12/2018 01:22 ص
حدث | قطر.. وحبات المطر! - بقلم : يوسف عبدالرحمن
**

y.abdul@alanba.com.kw


وأنا في طريقي لصلاة الفجر فتحت الراديو على الـ«B.B.C» العربية وإذا بالمذيع يشير الى ذكرى اليوم الوطني لتولي مؤسس دولة قطر الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني آل ثاني (1826 - 1913)- رحمه الله- والذي على يديه وفي ظل زعامته التاريخية أصبحت قطر كيانا عضويا واحدا متماسكا وبلدا موحدا مستقلا.

كان المطر نازلا فجر أمس الثلاثاء فدعوت الله عز وجل لإخواننا في دولة قطر الشقيقة- حكاماً ومحكومين- بالرفعة والنجاح والخير نحو مستقبل واعد بإذن الله.

أسموها (أيقونة الخليج العربي)

وأنا أسميتها (قطر وصناعة المستقبل).

اليوم الدوحة تتنفس نجاحا وتحتشد من أجل استشراف المستقبل.

وأعتقد أن شمة شاهين الكواري نجحت في روايتها: العين ترى ما تحب.. قطر هذا زماني!

هناك مقولة متداولة في خليجنا العربي اليوم وهي: قالوا كويت الماضي، وإمارات الحاضر، وقطر المستقبل!

إذن هناك لغة (عقل وعاطفة) أحيانا تظهر وأخرى تخبو لكن الأكيد أن هناك نجاحا ملحوظا وملموسا ويمثل نقلة نوعية، ولا عجب أن قال (أهلنا) في قطر مقولتهم الدارجة الشعبية: قطر تستحق الأفضل!

كمواطن من الخليج العربي وتربوي وإعلامي أعلم يقينا أن قطر اتخذت (التعليم جسرا للتنمية)، والآن تعيش نقلة (تعليمية تربوية حضارية) وتقوم مؤسساتها بتعزيز القيم العربية الأصيلة ضمن إستراتيجية تعليمية واعدة وبمشاركة (حكومية - خاصة) لإنتاج (مخ رجات) يحتاج اليها السوق.

كأس العالم.. إنجاز قطري لا يُجارى ولا يُبارى خاصة بعد أن كشفت تحقيقات «الفيفا» أن قطر استطاعت النجاح في كسب التصويت دون أي مخالفات لتمثّل الدول العربية والإسلامية في هذا الإنجاز النوعي المتفرد!


الشيخ علي آل ثاني مع الشيخ عبدالله السالم في ميناء الكويت ويظهر عبدالله الملا سكرتير حكومة الكويت
  
ومن يناظر المشهد القطري يشاهد كماً من الملاعب والمرافق أُنجزت لهذا المشروع الطموح لخوض هذه التجربة، ونحن على يقين بأن الأشقاء في قطر سينجحون بإذن الله في مشروعهم (المعجزة) في عام 2022 ونأمل أن يفوز الفريق القطري بهذه الكأس ليتوج فرحة القطريين والعرب والمسلمين بهذا النجاح.. ادعوا لهم.

قناة قطر- كإعلامي- أقول إنها اليوم غدت ذراع قطر الإعلامية (نتفق أو نختلف - نرضى أم نغضب) تبقى الجزيرة مشروعا إعلاميا ناجحا في صناعة الأخبار وتسويقها، إضافة الى المحطات والقنوات الأخرى مما جعل (قطر) اليوم رقما إعلاميا مدويا يصعب كسره أو تجاوزه.

٭ ومضة: عندما زرت قطر 2017 وشاهدت (سوق واچف) أسميته سوليدير الدوحة، لأنهم استطاعوا بالفعل إيجاد منطقة على شاكلة (السوليدير اللبناني - سوق المباركية) للزوار والسياح، وقد وجدت بالفعل سياحاً من كل الأجناس يشترون من مختلف البضائع ويستمتعون بالمطاعم والمقاهي والمرافق الجميلة وسط روائح البخور وروائح البهارات والأغذية الساخنة، وأيضا المشغولات والملابس التراثية التي اشتهرت بها الجزيرة العربية إضافة الى مجموعة من الفنادق، وقد سرني أن دخلت وشاهدت فندق المرقاب ومشيرب والجسرة وأرميلة والبدع والنجادة إضافة الى سوق الذهب وسوق الصقور.


زيارة تاريخية قام بها الشيخ عبدالله السالم الصباح في صيف 1952 عن طريق البحر بيخته الخاص ونزل ضيفا على الشيخ علي بن عبدالله آل ثاني والأسرة الحاكمة واستقبل بالفرح والترحاب من الشعب القطري
 
تجربة يجب أن تمارسها وأنت تزور قطر لأنها ترسخ الأصالة في التراث المحلي وتوضح لك وجه قطر الإنساني الشامل.

قال الشاعر:

وما قطر إلا الرياض مودة

اخاء عريق ثابت غير ذاهب

وليس الرياض المجد عزا وشيمة

سوى الدوحة الفيحا بقلب وقالب

٭ آخر الكلام: عندما زرت قطر في عام 1972 مع أخي محمد الفزيع - بوأحمد - طيب الله ثراه ومثواه، كانت قطر عبارة عن دائري واحد، أما اليوم فالعين تحب ما ترى، فهناك قطر مول وهو واحد من أكبر مولات دول الخليج وأحد معالم قطر الحضارية، وفيه تجد استخدام أحدث وسائل التكنولوجيا والمؤثرات الصوتية والعروض والمحلات التجارية العالمية ونوافير المياه والقبب الزجاجية والمساحات الخضراء، إنه مشروع عملاق يدعم الاقتصاد القطري.. خووش مول!

وهناك كمبينسكي اللؤلؤ.. وقد سكنت فيه وأعجبني موقعه البحري، يضم 281 غرفة وجناحا على مستوى من الرفاهية والفخامة، معلم أسطوري في قلب الدوحة، إنه مشروع استجمامي يستحق العنوة.. لا يطوفكم!

وأنا أتجول في قطر لفت نظري كلمة (كتارا) في كل أرجاء قطر وعندما زرت المكان عرفت أنها (منارة الثقافة القطرية والعربية) وهدف المشروع تقارب الشعوب من خلال الثقافة والفنون، رسالة ثقافة للمحافظة على التراث القطري والخليج العربي بوجه عام.

فكرة كتارا: حلم قطري تكون فيه قطر منارة ثقافة عالمية وأراها نجحت.

٭ زبدة الحچي: إلى أهلنا في قطر مع (حبات نزول المطر) عندنا أمس الثلاثاء 11 ربيع الآخر 1440 الموافق 2018/12/18 لا نحسدكم إنما (نغبطكم) على ما أنتم فيه من تنمية وإنجاز، ويحق لكم جميعا أميرا وحكومة وشعبا أن تفخروا بما وصلت اليه دولتكم بهذه الإنجازات العالمية الحضارية، وأنتم (دولة شقيقة) نأمل أن تنجح بلدنا الكويت بقيادة قائد الإنسانية والدنا الشيخ صباح الأحمد بجهوده الحثيثة برفع المقاطعة عنكم لأنكم (أهلنا) وخليجنا واحد وطريقنا واحد.

وعندما أخذت الريموت واخترت قناة الدوحة وإذا بنشيدكم الوطني يُبث وتمعنت بالمعاني والمفردات فوجدت أنها جزلة:

قسما بمن رفع السماء

قسما بمن نشر الضياء

قطــر ستبـقــــى حـرة

تسمــو بــروح الأوفيـــاء

نبارك لأهلنا احتفالاتهم وإرادة التحدي والتفاني نحو دولة عصرية ومستقبل واعد ترتكز كلها على بناء الإنسان القطري وفق الرؤية الوطنية (قطر 2030).. تحية كويتية للدوحة ومسيعيد ورأس لفان والخور والوكرة ودخان هذه النقلة الحضارية الواثبة المبنية على أسس من الترابط التاريخي والتطور الدستوري، وتستحقون منا جميعا التهنئة بالمبارك، وكل عام وقطر وأهلها بألف خير، وختاما: إنجازاتكم في قطر.. كحبات المطر!

الأنباء

التعليقات

ادارة الموقع غير مسئولة عن تعليقات المشاركين واى اساءة يتحملها صاحب التعليق وليست ادارة الموقع

آراء ومقالات المزيد
كاريكاتير المزيد